"باندورا" وأخواتها
باتت الفضائح المالية مجالا خصبا للتحقيقات الصحفية الاستقصائية التي تقوم بها صحف عالمية كبرى.
آخر تلك التحقيقات أسفر عن كشف حسابات سرية في أعرق بنك سويسري "كريدي سويس".
التحقيق كشف عن الثروة الخفية لعملائه من كل أنحاء العالم. لكن التحقيق الذي كشف حسابات 30 ألف عميل في جميع أنحاء العالم، لم يستطع كشف مصدر تلك الثروات، وهل كانت من مصادر شرعية ، أم عمليات غسيل أموال وتجارة مخدرات واتجار بالبشر وتهريب السلاح والآثار وغيرها من الطرق غير الشرعية لتكوين الثروات.
من بين الثلاثين ألفا ظهر كثير من الأسماء العربية؛ سياسيون وأمنيون وشخصيات مرتبطة بأنظمة الحكم بشكل أو بآخر.
الملفت أن التحقيقات تظهر أن عددا من الحسابات لبعض الشخصيات والمسؤولين العرب فتحت خلال فترة الربيع العربي، ويبدو أن عدم الاستقرار وضبابية المستقبل، خصوصا في البلدان التي شهدت مستوى عاليا من التوتر والفوضى، جعل بعض أولئك المسؤولين يشعرون بالقلق ويهربون أموالهم استعدادا لأي تغييرات قادمة. ما يعني أن الأوطان لا تعني لهم سوى أنها بقرة حلوب فإذا جف ضرعها لم تعد لهم بها حاجة.
التقرير يشير إلى أن "قوانين السرية المصرفية السويسرية غير أخلاقية، وذريعة حماية الخصوصية المالية هي مجرد ورقة توت، تغطي الدور المخزي للبنوك السويسرية كمتعاون مع المتهربين من الضرائب".
ورغم مهاجمة البنك للتحقيق الاستقصائي واتهامه لمعديه بأنهم استخدموا بيانات جزئية وغير صحيحة وأخرجت من إطارها ما يقدم صورة منحازة. ورغم أن بعض من وردت أسماؤهم رد على تلك المزاعم، إلا أنه من غير المتوقع أن تفيد تلك الدفاعات كثيرا، فالناس في العادة تميل إلى تصديق الفضائح التي تروج حول الجهات والشخصيات العامة، فالأمور السرية دائما ما تفتح الباب إلى ترويج الشائعات.
السبيل