البور وسهول حوران

تم نشره الثلاثاء 01st آذار / مارس 2022 12:29 صباحاً
البور وسهول حوران
رمزي الغزوي

رغم أن زراعة التبغ (الدخان) تحتاج إلى ترخيص خاص من وزارة الزراعة، لأن هذه النبتة تقتل الأرض وتبوّرها (من البور)، وتجعلها عقيماً في قادم السنوات، إلا أن حضوراً زراعياً ما زال ملموساً لهذا النبتة الخبيثة السامة، ومن المفروض أن زراعة القمح تحظى بتشجيع الحكومة ودعمها، إلا أن ما كل بيادرنا لا تكفينا (خبزاً) لمدة أسبوع واحد فقط: ما أعظمنا!.

من يقف في رأس بلدة نعيمة، أو على مرتفع في شطنا، أو في أعالي بلدة الحصن الجميلة في إربد، ويمد نظره في تلك السهول المبسوطة كراحة اليد، والتي ما زالت تعرف ب(سهول حوران)، والتي تصل إلى ما بعد درعا، من يقف هناك؛ سيترحم متحسراً على أيام كانت بلادنا هذه تسمى أهراء روما (الصوامع الكبيرة التي كان يخزّن بها القمح)، أو سلة غلال الإمبرطورية الرومانية، لكثرة ما تنتجه من من خيرات!.

لا أريد أن أقول القول المكرور والمعروف، من أن القمح سلعة استراتيجية، قد تستعمل سياسيا للضغط على الشعوب وقراراتها، لا أريد أن أقول، لأنني لا أكاد أتخيل حالنا، فيما لو وقعت كارثة بحرية، لا قدر الله وسمح، تمنع البواخر من الوصول إلينا بطعامنا. أو أن حربا تشتعل الآن ستحول دون وصوله إلينا أو حتى زراعته في دول كنا نستورده منه.

نحن نميل للسهولة والراحة والاسترخاء، والسهولة وأخواتها لا تبني مستقبلاً، ولا تحقق إمتيازاً حضارياً يثير التاريخ. وإلا ما المعنى أن غالبية الأراضي الصالحة لزراعة القمح باتت تزرع بالحمص (الحاملة الملانة). ألأن هذا النبات المطلوب شعبياً تباع مفروطة بسعر عال على قارعة الطرقات، أم أنها لا تحتاج إلى حصاد ودراس كالقمح، فما دمنا قادرين على إنتاج الحمص بهذا الوفرة والكثرة، فلماذا ما زلنا نستورد الحمص لفلافل المطاعم من تركيا والبرازيل بأسعار عالية تثقلنا.

سيقولون: الأرض تبدلت والمناخ تغير، والظروف لم تعد ملائمة، ثم أن أمريكيا ما زالت تزرع. ولكن نتناسى أن من لا يمزج ماء جبينه في لحمة الأرض وترابها، فلن تمنحه لقمته بهناء وسيادة!.

اليوم نقول: كم كنا مخطئين حين تركنا أرضنا بورا بلا زراعة.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات