ايران للعراق : نحن أو الطوفان !
لا يستبعد كثيرون انزلاق العراق إلى حرب داخلية طاحنة بعد العنت الايراني في التحكم بمصير تسمية رئيس الدولة وتشكيل الحكومة .
لا أحد يتمنى لهذا البلد العربي الكبير والمهم أن يذهب إلى المجهول ، غير أن معطيات الواقع السياسي وما وقع أمس السبت من فقدان النصاب في البرلمان بسبب تعمد غياب الحلف الايراني " الأطار التنسيقي " يؤجج هذه المخاوف ، يضاف اليه الهجوم الايراني على اربيل واعتراف الحرس الثوري بتنفيذه ، ما اعتبر رسالة للداخل والخارج العراقي على السواء .
الصدريون ، وعقب الضربة الايرانية المباشرة لاربيل أعلنوا أنهم لا زالوا متمسكين بالأغلبية الوطنية ، ولكن حصولهم على النصف زائد واحد " الاغلبية النسبية لم يعد سهلا أمام تكتل الإطار الشيعي وعزفه على وتر أغلبيته البرلمانية مقابل تحالف البرزاني والحيلبوسي والصدر ، واصرار حلفاء ايران الابقاء على برهم صالح مرشح الاتحاد الوطني الكردي رئيسا للعراق مقابل ريبر أحمد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني .
المشهد العراقي لم يعد عصيا على الفهم حتى بوجود مفاجآت ، فلقد استقر على الأطار التنسيقي الشيعي الذي لم يعلن ادانته للضربة الايرانية بالمطلق ، وعلى الصدريين وحلفائهم المذكورين مضافا اليهم الكاظمي ، وشروط ايران أن العراق لن يبرح ما هو عليه الآن إلا بحكومة توافقية ، ما يعني أن يعود البلد القهقرى .
تقول كل المؤشرات أن الصدر لن يتمكن من " تحكيم " الأغلبية ولا الاتيان بالكاظمي او مرشح برزاني إلا بتوافق ، وفي المقابل فإن الأطار التنسيقي لن يتمكن هو الآخر من الاستفراد ، وتظل الوصفة الايرانية " هي العودة للمحاصصة ، ما يعني أن يغضب الشارع لدرجة الانفلات خاصة في ظل الأوضاع المعيشية القاتلة .
باختصار : القرار الايراني واضح : ممنوع اختيار الرئيس ورئيس الحكومة بدون موافقتنا ، وغير مسموح للصدر بتشكيل حكومة أغلبية حتى لو انضم اليه كل المستقلين البالغ عددهم 40 نائبا ، ومن لا يعجبه هذه المعادلة فليشرب شط العرب .
جى بي سي نيوز