بكاء الاسرائيليين على أوكرانيا
مقال تشخيصي كتبه المحامي الاسرائيلي المعروف ميخائيل سفارد في هأرتس قبل ايام ، سلط فيه الضوء على طبيعة المجتمع الاسرائيلي من الداخل وكيفية رؤيته للحرب في اوكرانيا ومدى " الفصام " الذي يعانيه هذا المجتمع ، لدرجة أن سفارد جزم بأن الإسرائيليين بحاجة إلى علاج نفسي .
هي شهادة من إسرائيلي طالما دافع عن الفلسطينيين وعرى الكيان وجرائمه التي لا تحصى .
فمشاهد رفع العلم الاوكراني على السيارات في الشوارع وعلى شرفات المنازل ونوافذها وهتافات الاسرائيليين ضد روسيا والتعاطف غير المسبوق مع اوكرانيا ، هذه وغيرها تثير أسئلة " سهلة " عن طبيعة هذا المجتمع وقدرته على الكذب وخداع النفس والعيش في أوهام يشعر المرء حيالها بالإشمئزاز ، ليس لأن الشعب الاوكراني لا يستحق التعاطف ولكن لأن هذا الشعب الباكي على الاوكرانيين هو نفسه الذي فعل بالفلسطينيين أشد وأنكى .
من مساخر هذا المجتمع العسكري الحاقد بأغلبيته على العرب كما يقول المحامي الاسرائيلي ، بل على البشرية ، وفق آخر الأستطلاعات مع استثناءات محدودة ، أنه يبكي على أطلال ماريوبول والمدن الاوكرانية بينما يصفق لإحراق غزة وقصفها بالفسفور ، وقتل النساء والشبان والشيوخ بدماء باردة ، ومن فضائحه المخزية أنه يرفع الأعلام والقبضات ضد تهجير الأوكرانيين بينما " يتربع " في بيوت تعود لشعب آخر تم تهجيره قسرا واحتلال أرضه والاستيلاء على أمواله وتراثه وتاريخه .
هو نفس المجتمع الذي يصوت لمجانين متطرفين يشكلون أغلبية في الكنيست ، ممن يدفعون لطرد ملايين الفلسطينين من الضفة ومن الخط الأخضر وممن يتبنون دعاوى ذبح العرب وأخراجهم من ارض آبائهم وأجدادهم .
إن ما تبثه القنوات الاسرائيلية من تعاطف منقطع النظير مع اوكرانيا لا يمكن تصديقه البتة ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن امتلأ قلبه حقدا على الناس لا يمكن أن يبكي على أطفال شردتهم الحرب .
قد يسفح الاسرائيليون الدموع على أطفال اوكرانيا ، ولكنهم - في الحقيقة - لا يسفحون سوى دموع تماسيح !.
جى بي سي نيوز