المخيم.. أصل الحكاية ؟؟!!
صمود مخيم جنين، وتصديه الباسل لقوات العدو بكل شجاعة وجرأة،واصراره على رفع راية المقاومة.. والاستشهاد .. كسبيل وحيد للخروج من نفق «اوسلو» المظلم .. نفق الاستسلام ، والعودة الى الحياة الكريمة .. حياة العزة والكبرياء والشموخ..
هذا الصمود الاسطوري اضاء من جديد جوهر النكبة .. وتداعياتها الخطيرة ، والنار المشتعلة في الجسد الفلسطيني منذ سبعة عقود ونيف ولا تزال .. وأكد ويؤكد أن جمرة المقاومة ستبقى مشتعلة .. ما دام محكوم على حوالي سبعة ملايين لاجىء بالنفي في اربعة رياح الارض ، يقاسون ابشع انواع الظلم، ولوعة التشرد ، والم الحرمان في مخيمات الصفيح . في ظل رفض اسرائيلي لحقهم في العودة بموجب القرار الاممي رقم 194..!!
ومن هنا لا خيار امام مخيم جنين وكل المخيمات الا المقاومة ، ورفض الانصياع لشروط العدو..ورفض الاستسلام اوالمساومة على حقهم الطبيعي والانساني في العودة الى مدنهم وقراهم التي دمرها العدو.. وعددها «520» قرية..واقام على انقاضها مستعمراته ، كما قام في بعض المناطق بزراعةعابات كثيفة للتغطية على جرائمه واخفاء معالم الجغرافيا.
لقد اصبحت المقاومة والاستشهاد، هما الطريق الوحيد امام الشعب الفلسطيني للعودة ، ورفض الظلم والخروج من حالة الموات، التي يعيشها ملايين اللاجئين الفلسطينين في مخيمات ، تفتقد الحد الادني للحياة البشرية، ولا تصلح لحياة الانسان.. كما صرح الرئيس الاميركي الاسبق كارتر لدى زيارته لقطاع غزة.
ومن هنا.. انطلقت كافة الثورات من المخيمات وابرزها ثورة 1965 ، وللعلم فاغلب ان لم يكن جميع المؤسسين لهذه الثورة، ومن جاء بعدهم وعلى دربهم .. هم من ابناء المخيمات .. سواء مخيمات غزة او سوريا اولبنان والاردن.. فابناء المخيمات هم من فجروا الثورات والانتفاضات .. وهم من عبروا الحدود.. وهم من فجروا انقسهم بدبابات العدو والياته ، وطاردوه في كل انحاء العالم، وهم يرفعون شعار « وراء العدو في كل مكان» حتى اصبحت اخبار قضية فلسطين تتصدر اخبار المحطات والاذاعات العالمية .بصفتها قضية تحرر وطني، ينتمي وينتسب اليها احرار العالم امثال نلسون مانديلا وجيفارا وكاسترو وناصر وابو مدين ..الخ.
المخيمات هي من صنعت الثورة من وحي المعاناة .. والمخيمات هي من صنعت اسطورة الصمود، وجنرالات «الار.بي جي» يدمرون «الميركافاه في مخيمات الرشيدية والمية مية ، وجنرالات الحجارة «فارس عودة».. وابطال حرب السكاكين والخناجر في شوارع وازقةالقدس ..
المخيمات هي من هزمت الفقر .. وهزمت الحرمان.. وزرعت رايات الصبر فانجبت زعترا ومقاتلين .. وصمودا اسطوريا تجلى في تل الزعتر الذي ذبحه الكتائبيون العملاء الانعزالين من الوريد الى الوريد..وكما ذبحوا هم وحليفه المجرم شارون ابناء صبرا وشاتيلا .. وها هو مخيم جنين الصمود يرفع راية المقاومة ويسقط عار «اوسلو « في ازقة المخيم ، ويشعل نيران الغضب في كل فلسطين .. فتهتز جبالها وروابيها وشواطئها وسهولها واغوارها وكل شبر فيها.. وقد لبت النداء الخالد:
الله الكبر .. الله اكبر .. حي على الجهاد .. حي على الجهاد .
ولا نامت اعين الجبناء..
الدستور