طول عمرك يا زبيبة.....
اليوم هو الذكرى الأبصر قدّيش (احسبوها بأنفسكم) لاغتيال الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر صاحب العبارة الشهيرة: -حتى أنت يا بروتس.
ففي عهد الجمهورية أعلن يوليوس قيصر نفسه ملكا مدى الحياة على روما وما تسيطر عليه من ملايين الكيلومترات التي شملت معظم العالم القديم المعروف و50 مليون إنسان. كان هذا الحدث حصل في العام 45 قبل الميلاد حسب السجلات.
هذا الأمر لم يعجب مجلس الشيوخ، فاجتمعوا وقرروا اغتياله معا حتى يتوزع دمه بين القبائل، فنتعه كل واحد منهم بخنجره، بمن فيهم ربيب القيصر المدعو «بروتس»، وهو ابن عشيقته الذي رباه واعتنى به حتى أوصله لمجلس السيوخ، لذلك كان خنجره الأكثر إيلاما بالنسبة ليوليوس قيصر، فقال عبارته الشهيرة قالها بكل حسرة ومرارة ممكنة.
بالنسبة لبروتس اعتبر أنه يحب القيصر كأنه والده، لكنه يحب روما أكثر، وقد حاول صديق قيصر أنطونيوس الدفاع عنه بعد موته لكنه لم يستطع، وهذا ما وضعه شكسبير في رائعته المسرحية التي تحمل اسم (يوليوس قيصر) وربما لا تكون الأمور قد حصلت كما قال، لكن ذلك لا يلغي روعة الحوار الشكسبيري بين بروتس وأنطونيوس في المسرحية.
صاحبنا أنطونيوس هرب الى مصر بعدها وتزوج من كليوباترا (عشيقة قيصر التي أنجب منها يوليوس ابنا)، ثم حاول انطونيوس وكليوباترا مواجهة الإمبراطورية الرومانية لكنه هزم في المعركة الفاصلة فانتحر مع زوجته كليوباترا. استلم الحكم بعدها ابن قيصر غير الشرعي من كليوباترا لمدة أسبوعين، ثم تم اغتياله.
الغريب في الأمر أن موت يوليوس قيصر لم يكن نهاية للديكتاتورية بل بداية لها، وتسمّى كل ديكتاتوري بقيصر تحديدا فتحولت الكلمة من اسم علم إلى لقب للديكتاتور، فتولى الحكم أغسطس قيصر ابن شقيق القصر وتزايدت السلسلة عبر القرون حتى لقب الروس بعد مئات الأعوام ملوكهم بالقياصرة.
المقصود أن الظروف التي كانت مهيأة للديكتاتورية لم تمت بموت الديكتاتور الأول بل ترسخت حتى ساعة إعداد هذا البيان.
وتلولحي يا دالية.
الدستور