مؤامرة الاستيطان في " يطة " الخليل
فضح موقع اكسيوس الأمريكي خفايا الاتصالات التي تجريها حكومة بينت مع واشنطن بخصوص بناء 4000 وحدة استيطانية جديدة في الخليل ، حينما كشف بأن بينت أكد للأمريكان بأن عليهم الموافقة لأن حكومته ستنهار في حال لم تقم ببناء هذه الوحدات .
طبعا ، الموقع لم يقل شيئا عن الرد الأمريكي ، غير أن ما تمخض عنه هذا الأتصال - وفق مصادر اعلامية اخرى - هو الزعم بتخفيض عدد الوحدات الاستيطانية إلى هذا الرقم وكأن الأمر بتعلق بالعدد ، دون النظر إلى مسألة التهجير ومصادرة أراضي يطة .
واتضحت اللعبة وتبادل الأدوار بشكل أوضح حينما صرح السفير الأمريكي توماس نيدز بأنه مارس ضغوطا على اسرائيل ، لترد هذه بأنها خفضت عدد الوحدات نتيجة للتدخل الأمريكي .
هو توزيع أدوار مكشوف إذن ، ولو أنه اقتصر على هذين الطرفين لهان الأمر ، بل إن ما تمارسه السلطة من سياسات خانعة تجاه الاستيطان وغيره يكشف اللعبة بأسرها ويسلط الأضواء على المخفي الذي هو أعظم وأخطر .
يذكرنا ما قاله بينيت لواشنطن وفق اكسيوس بما سبق وقاله مفاوض عربي عقب مؤتمر مدريد الشهير ، بداية التسعينات من القرن الماضي ، حينما اخبر الإعلام بأن عليهم مراعاة أن الجانب الاسرائيلي تحكمه " الديمقراطية " وإن الوفد الصهيوني سيتشاور مع حكومته في كل صغيرة وكبيرة لكي لا تنهار الحكومة ولأجل ذلك فإن من مصلحة العرب إعطاءه فرصة وإلا أصبحت الوفود العربية تفاوض نفسها بدون " شريك إسرائيلي " .
عذر أقبح من ذنب نراه الآن يتكرر بين الأمريكيين وحكومة بينت المتطرفة ، ولا نعتقد بأن تغييرا سيحصل حتى لو سقطت الحكومة ، لأن بناء هذه الوحدات اصبح قرارا مجازا من قبل المحكمة العليا بعد موافقتها على هدم 12 قرية فلسطينية في المنطقة .
نتساءل : كيف يتسنى لها - السلطة - الاستمرار والتشبث باوسلو ومخرجاته التي هي جزء منه لولا أن دورها مرسوم ومحدود ويقتصر فقط على البكاء والعويل والتنديد وحياكة التصريحات ب" الشوالات " التي لم تعد تقبلها في هذا الزمان الرديء حتى " مطحنة الشرايط " .
جى بي سي نيوز