مبروك النقيب يحيى أبو عبود
لن تطوى صفحة انتخابات نقابة المحامين لأمد طويل، وبعيدا عن الأسباب التي أدت إلى فوز المحامي يحيى أبو عبود نقيبا للمحامين الأردنيين، والدروس المستفادة التي يستخلصها المرشحون والمختصون من تلك الانتخابات، الذين فازوا والذين لم يفوزوا، سيكون طبيعيا أن يصف الصديق المهندس ميسرة ملص هذه الانتخابات بالنزاهة، وهو ممن دأبوا على وصف الإنتخابات بالتزوير.
لا أعرف سببا وطنيا مُهِماً يدعو إلى الفزع حين يفوز مرشحٌ منتمٍ الى تيار سياسي، أو مرشح مستقل مدعوم من تيار سياسي، لكننا نعرف عشرات الأسباب التي تدعو إلى التعبير عن الفرح لفوز مرشح في الانتخابات، النيابية أو النقابية أو البلدية أو النادوية وغيرها.
فالمرشحون وأعوانهم ومحبوهم يظلون على أعصابهم وعلى رؤوس أصابعهم ردحا من الزمن، لا يُخرِجهم منه إلا إعلان نتائج الفرز. ولا يختلف الفرح عندنا، إن كان إلى حدود قصوى أو جاء بحدود دنيا.
وإن ردود الفعل على الخسارة طبيعية، فلا يعقل أن لا يستاء أو لا يحزن أو لا يحتج أو لا يغضب الخاسرون، تلك مشاعر وردود فعل انسانية متوقعة.
وطبيعي ان يفوز تيارٌ ثم يخسر ثم يفوز. تلك كانت السياقات الطبيعية للانتخابات منذ الخمسينات.
يفوز القوميون ويخسرون، ويفوز الإخوان المسلمون ويخسرون. ويفوز اليساريون ويخسرون.
فائز الأمس هو خاسر اليوم، وفائز اليوم هو خاسر الأمس، هذه هي الإنتخابات.
وإن ابرز استخلاص وملاحظة موضوعية عامة، هي أن من هو على سدة القيادة وفي موقع مجلس النقابة عرضةٌ للخسارة، أكثر مما هو عرضة للاستمرار والتجديد، حتى لو زرع البحار مقاثي فعلا.
جاء في لامية إبن الوردي:
«إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ،
وَلـيَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ».
أي إن «فتحة العداد»، هي معاداةُ نصف الناس والوقوف ضد الحاكم أو القائد أو الزعيم او النقيب العادل.
الفائز في انتخابات نزيهة يستحق المباركة والوقوف معه، وأيضا يستحق من لم يفوزوا الاحترام والتقدير على تفضلهم بخوض المباراة الديمقراطية وهم على استعداد للامتثال لإرادة الناخبين وقبول النتائج.
مبارك نقيب المحامين الأستاذ يحيى أبو عبود.
الدستور