مسيرة الخراب الإسرائيلية وما بعدها
فتيل الانفجار يقترب من بوابات القدس على هيئة مسيرة استيطانية للاعلام؛ فالوقت بدأ بالنفاد، والجهود لثني الاحتلال عن المضي قدمًا في مسيرة الاعلام فشلت، خصوصا بعد التقديرات الامنية الاسرائيلية التي حذرت من تغير مسار المسيرة؛ خشية ان تفسر كهزيمة ومؤشر ضعف للاحتلال الاسرائيلي.
جهود اللحظة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي توني بلينكن لم تؤت أكلها، كما ان التحذيرات المتكررة لخارجية السلطة في رام الله الى جانب خارجية الاردن لم تكبح الاحتلال؛ ذلك أنها جهود افتقدت لإجراءات معلنة او تحركات على الارض كالتهديد بوقف كافة اشكال التنسيق الامني او سحب السفراء ووقف كافة اشكال التعاون والشراكات التجارية كما هو في الحالة الاردنية والمصري، فالقاهرة ما زالت تعلم على تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال حتى قبل اندلاعه.
يضاف الى ذلك غياب التحذيرات والمبادرات من الدول المطبعة مع الاحتلال؛ ففي ذروة الاشتباك اعلنت حكومة الرباط بقيادة رئيس وزرائها حمروش التوقيع على مزيد من الاتفاقات التطبيعية مع الاحتلال آخرها تعلق بالذكاء الصناعي.
يوم الغد سيمثل ساعة الحقيقة؛ فالمجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية المجاورة والاقليمية ستتحمل جزءًا من مسؤولية الانفجار في الاراضي المحتلة؛ لعدم اتخاذها إجراءات رادعة تمنع الاحتلال من التمادي في مخططاته التهويدية والاستعمارية في الاراضي الفلسطينية.
فغياب الاجراءات والعقوبات عن الاحتلال قاد المشهد في الاراضي المحتلة الى الحافة؛ فالاوضاع الامنية في الضفة الغربية وأراضي الـ 48 وقطاع غزة في حالة تدهور غير مسبوق خلال الشهرين الفائتين؛ ما يجعل من انفجار الاوضاع نتيجة طبيعية لحالة الاحتقان والاستهداف التي يتعرض لها الفلسطينيون في الاراضي المحتلة.
تحذيرات المقاومة الفلسطينية وفصائلها من انفجار الاوضاع في الاراضي المحتلة والاقليم لم تلقَ آذانًا صاغية؛ فالمجتمع الدولي والعالم العربي والاسلامي اكتفى بالمراقبة للمشهد المتدهور، وجل ما قدمته الامم المتحدة تصريح باهت لمبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند في تغريدة على "تويتر" لتثبيت التهدئة والدعوة للهدوء.
مسيرة الخراب الاسرائيلي التي تقودها حكومة الائتلاف بقيادة نفتالي بينت سيكون لها تدعيات مباشرة واخرى غير مباشرة و طويلة الامد؛ نتائج مباشرة من الممكن ان تقود الى مواجهة مسلحة وشاملة في الاراضي المحتلة وخارجها واخرى طويلة الامد لا يرتبط تفاعلها بشكل المواجهة المباشرة بل بطبيعة المواجهة وأسبابها؛ اذ لن تقتصر تداعاياتها على الاراضي الفلسطينية بامتداد اثرها الى الاقليم والساحة الدولية، وهي مواجهة ستمثل الاعلان الحقيقي عن مرحلة جديدة من الصراع خصوصا في الضفة الغربية واراضي الـ 48 .
ختامًا.. مسيرة الاعلام باتت حقيقة إذ حان الوقت للاستعداد لمواجهة طويلة الامد لن تنتهي فصولها بمغيب شمس يوم غد الاحد.
السبيل