صندوق النقد والموازنة
قطع جلالة الملك قول كل خطيب عندما اكد بأن الدولة ستتعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجهها.
هو كلام صارم قاله الملك خلال تقديمه العزاء في جرش بالشهيد الدلابيح الذي سقط خلال أدائه الواجب برصاص الغدر والتخريب .
كان واضحا منذ البداية ان هناك فئة أرادت ان تمتطي صهوة المطالب الشعبية والوقفات السلمية التي كفلها القانون في التعبير السلمي عن الرأي ، لتفجير البلد والذهاب به إلى المجهول .
كنا نتمنى أن تكون الدولة تصدت بالتوضيح مبكرا عن حقيقة الوضع الاقتصادي وطبيعة الموازنة بالذات التي تعاني من عجز قدره 2 مليار ، وبينت أن رفع المحروقات هو الخيار الاصعب الذي لا بديل عنه في حينه ، اذا أخذنا بالاعتبار شح الموارد وانعدام الوسائل ، ولكن وزير الداخلية استدرك الأمر في مؤتمره الصحفي وقالها بصراحة : إن الحكومة تريد تخفيض المحروقات ولكنها لا تستطيع .
والمطل من الداخل على الأرقام ، يدرك تماما واقعا يعرفه المتخصصون ، وهو أن تخفيض المحروقات والتخلي عن تفاهمات صندوق النقد يعني كارثة ليس أقلها هبوط الدينار ، ولنا أن نتصور معنى هبوط الدينار بالنسبة للاقتصاد وللقوة الشرائية وتآكل الرواتب والصعوبات المختلفة التي لا تخطر على البال ، ولكم في عام 1989 عبرة يا أولي الألباب .
ليس الأمر مزحة وجرة قلم يتخذها رئيس حكومة أو وزير طاقة أو لجنة تسعير ، ولقد آن الأوان أن تنتهج الحكومات سياسات مكاشفة جديدة تضع الناس في الصورة الحقيقية لاقتصادهم ، وأن تبحث عن بدائل وتجترح الحلول للتخفيف عن المواطن ، فالأردنيون وطنيون ويحبون بلدهم ولا يبدلونه بجنة عدن .. !.
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد