الأردنيون والهجرة
الأردن ، السودان ، تونس ، على التوالي من أول الدول العربية التي يفكر شعبها بالهجرة ، وذلك وفق تقرير بحثي صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات .
ووفق التقرير الذي وجه أسئلة متشابهة في عدد من الدول العربية فإن نصف الأردنيين تقريبا " 48 % " يفكرون بالهجرة ، يتبعهم السودانيون فالتونسيون ، ومن ثم لبنان ، العراق ، المغرب فلسطين ، ليبيا ، موريتانيا ، مصر .
واللافت أن الإجابة بـ " نعم " على سؤال " هل تفكر بالهجرة " جاءت من الجنسين ، اي أن الذكور والإناث معا يشتركون بنفس الرغبة .
وطبعا ، انتهى التقرير عند هذه الإجابات ، ولكننا لو عرفنا أسبابها فإن الوضع الإقتصادي هو العامل الأول الذي يدفع هؤلاء للتفكير بالهجرة ، وغني عن القول أن هذا الأمر مشترك بين مختلف الدول العربية الي شملتها الدراسة وأدرجناها آنفا .
ويجدر الإنتباه ايضا ، أن الأوضاع الاقتصادية هي التي دفعت نوابا في الأردن للدفع باتجاه اصدار قانون عفو عام ، بعد أن كشفت معطيات موثوقة بأن 34 ألف أردني محكومون بقضايا شيكات وصدرت بحقهم أحكام بالسجن ، في وقت بلغت فيه سعة السجون 160 % ، عدا عن عشرات آلاف الأحكام الأخرى من غير قضايا الشيكات .
هذا السبب ، وغيره ، هو الذي دفع الحكومة لتمديد أمر الدفاع بوقف حبس المدين حتى نهاية هذا الشهر ، ويطالب نواب وقطاعات واسعة من الأردنيين باعتماد التمديد إلى نهاية العام .
ولما كان إصدار قانون عفو عام شبه مرفوض حكوميا حتى الآن على الأقل ، فإن هذا قد يكون من الأسباب التي تزيد الطين بلة على الصعيد الأقتصادي والإجتماعي إلا إذا تم تفعيل وسائل أخرى تخفف على الناس شظف عيشهم وضائقة أوضاعهم .
نتيجة الدراسة التي نحن بصددها تذكرنا بأن الأردنيين الذين احتلوا المرتبة الأولى بين العرب في الرغبة بالهجرة هم أنفسهم الذين سبق واحتلوا المرتبة الأولى عالميا في التدخين ، ما يعني أن الهجرة والتدخين صنوان خرجا من أصل واحد ، فلا يقولن أحد بعد اليوم : لماذا اشتهر الأردنيون بـ " الكشرة " .
حمى الله الأردن .
د. فطين البداد