دول يقلق عليها البنك الدولي
مستوى الدين والتضخم المرتفع هما الهاجسان اللذان قال نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج أنهما يؤرقانه في عدة دول بالمنطقة .
كان متوقعا أن يذكر لبنان على سبيل المثال ، وهكذا فعل ، وكان متوقعا أن يذكر تونس ، وهكذا قال ، وأيضا ، كان متوقعا أن يذكر مصر ، وهو ما أكده بالفعل ، وفي الختام أكد قلقه على الأردن .
إذن : الأردن من ضمن الدول الأربع التي " يقلق " بشأنها البنك الدولي عبر تصريح بثته رويترز على هامش القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي مؤخرا .
والمفاجأة التي كشفها بلحاج : إن هناك جزءا غير معلن من الدين العام في هذه الدول ، وكأنه يتحدث هنا عن ديون الشركات المملوكة للحكومات ، ويتضح ذلك لكونه أبدى قلق البنك الدولي من دور " الدولة " في إدارة الأقتصاد " .
أضاف وهنا أقتبس : " "ندعو إلى الشفافية لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها البدء في الإصلاح، ينبغي أن تكون الدفاتر واضحة ".
قلنا أكثر من مرة : إن الذي يدخل في دهاليز البنك والصندوق الدوليين لن يخرج سالما أبدا ، وما من شك أن الدول تضطر للإقتراض بعد أن تصل ضائقتها مستوى من الخطر لا يمكن مواجهته سوى ببرامج مفروضة فرضا .
لقد تم بيع مختلف الشركات الكبرى على أمل سداد الديون وفتح صفحة جديدة ، ولكن هذا لم يحدث ، ولم يسبق أن حدث لأي دولة في العالم لجأت إلى الاقتراض من البنك والصندوق ، فالداخل فيهما مفقود والخارج منهما مولود ، ولكن العالم لم يسجل خروجا واحدا حتى الآن .
لقد أثنى بلحاج على مصر ، بعد أن أعلنت أنها ستبيع حصصا في 32 شركة حكومية بحلول نهاية 2024 ، وهنا علق قائلا : "هذا قرار مهم " .
بالتأكيد قرار مهم ، فالبنك والصندوق يقرضانك المال ، حتى إذا شعرت من جديد باختلال توازنك لهبوط ضغطك يقرضانك الملح .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد