زياد ابو غنيمة يكتب عن عشيرة المعايعة
المدينة نيوز - الأستاذ زياد أبو غنيمة المحترم
تحية طيبه و بعد :
أشكرك على الجهد الذي تبذله في دراسة أصول العشائر الأردنية ، و أرجو منك ان تنشر نبذة عن عشيرة المعايعة ، شاكرين لك جهودك .
هشام المعايعة
عشيرة المعايعة / مادبا
تتحدَّث معظم المراجع التي تتحدَّث عن العشائر الأردنية عن عشيرتين تحملان إسم المعيعة ، إحداهما مسيحية وهي عشيرة المعايعة هي إحدى عشائر العُـزيزات المسيحية ، وقد ارتحلت من منطقة الكرك قبل حوالي مئة وثلاثين عاما إلى الكورة ثمَّ استقرَّت في مادبا ، والثانية هي عشيرة المعايعة المسلمة التي تذكر المراجع أنها تشكـَّـلت من أعقاب أحد رجال عشيرة المعايعة المسيحية الذي أسلم وصاهر الأزايدة ، ويرد إسم العشيرة في المراجع المختلفة بأكثر من صيغة ، فكتاب ) قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمّاري يتحدَّث عن عشيرة المعايعة بعدّة أسماء هي :
1- المعاعية المسيحية ، ويذكر أنها هاجرت من الكرك إلى مادبا على أثر حادثة خطف امرأة من عشيرة الطوال من العُـزيزات ، ويذكر عمّاري أنهم من أقدم العشائر المسيحية في الأدرن وأصلهم من العرب الغساسنة الذين هاجروا من اليمن إلى بلاد الشام في القرن الثالث الميلادي ، وتتوزَّع العشيرة إلى عدة فروع هي المعاعية (المعايعة) والسلايطة والعجيلات والعويمرين والسماعين والمدني.
2 ـ المعاعية المسلمة ، ويذكر أنها من عشيرة الشروقية من الأزايدة القرينيين، ويقال إن جدّهم عيد هو من عشيرة المعاعية (المعايعة) المسيحية في مأدبا، وقد انفصل عن عشيرته بعد أن أسلم والتحق بالأزايدة وتزوّج منهم ، وتعرف ذريته باسم المعاعية الأزايدة ، ومساكنهم غربي مادبا.
3 ـ المعايعة : ويذكر عمَّاري أنهم من عشائر فلسطين من عشيرة حليقة من السواخنة من قبيلة العزازمة .
4 ـ المعايعية : ويذكر أنهم من عشائر الأردن وأن جدَّهم عيد من عشيرة المعاعية المسيحية ترك عشيرته مع أخت له وتزوج من الأزايدة بعد إسلامه ، وعرفت عائلته باسم المعايعية .
وعن أسباب ارتحال المعايعة / المعاعية / المعايعية من منطقة الكرك تلتقي معظم المراجع على رواية تقول إن شابا مسلما من الكرك أحبَّ فتاة مسيحية وقام بخطفها مما أثار غضب العشائر المسيحية ودفعها إلى الإرتحال ، وفي هذا الصدد يذكر كتاب ( تاريخ مادبا الحديث 1880-1930م ) لمؤلفه الباحث سلامة النحاس أنه في مساء يوم 6 تشرين الثاني من عام 1879م أقدم شاب مسلم من الكرك على خطف الفتاة العُـزيزية نجمة من عشيرة الطوال مما أثار غضب العشائر المسيحية فقررت الإرتحال من منطقة الكرك ، ويُسجَّـل لعشائر الكرك المسيحية التي تنحدر غالبيتها من جذور العرب الغساسنة أنها كانت على قدر كبير من الوعي حيث أصرَّت على التعامل مع حادثة الخطف في إطار كونه نزاعا عشائريا لا دينيا ، ورفضت محاولة بعض الجهات الأجنبية إستغلال حادثة الخطف لتحويلها إلى نزاع ديني وإثارة فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين ، ومما يؤكد ذلك أن شيخ العُـزيزات الشيخ صالح الصوالحة أعلن في جمع من عشائر منطقة الكرك أن مسيحيي الكرك وضعوا أنفسهم في حماية الشيخ سالم أبو اربيحة شيخ عشائر الحمايدة المسلمة الذي كان يقيم آنذاك في الكورة بشمال الأردن ، ويذكر النحاس أن الشيخ صالح الصوالحة طلب من الشيخ سالم أبو أربيحة عقد " حلف بن عمة " ، وهو مصطلح عشائري مشتق من إبن العم وإبن العمة ، بمعنى أن يتعامل المتحالفون فيما بينهم كما يتعامل أبناء العم وأبناء العمة بتكاثف ووفاء ويتعهدون بالقتال جنباً إلى جنب في حالتي الدفاع أو الهجوم ، وقد انعقد الحلف فعلا بين شيخ الحمايدة الشيخ سالم أبو اربيحة وبين شيخ العزيزات الشيخ صالح الصوالحة الذي خاطبه الشيخ سالم بوصفه " قليد علم " وهي رتبة تشير إلى أن من يحملها يتمتع بالزعامة والقدرة على القيادة والحكمة ومعرفة العادات والتقاليد البدوية وفهم القضاء البدوي وأحكامه .
ويورد الضابط الإنجليزي فريدريك . ج . بيك في كتابه ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) الرواية التي تذكر أن رجلا من عشيرة المعاعية (المعايعة) المسيحية في مأدبا واسمه عيد أسلم وانفصل عن عشيرته وصاهر الأزايدة القرينيين وتشكلت من أعقابه عشيرة تـُعرف باسم المعاعية (المعايعة) الأزايدة ، ويذكر فريدريك أن الأزايدة القرينيين يتفرَّعون إلى عدة فرق هي الجبابسة والخريبات والخواطرة (يقال إن أصلهم من الكرك) والفشيكات والعبابسة ( يُرجِّـح فردريك أنهم من عشيرة العبابسة المسيحية القاطنين في الحصن بشمال الأردن وأنهم قدموا إلى مأدبا بعد إسلامهم ) والعجوليين والمعاعية.
ويتحدث فريدريك عن عشيرة المعاعية (المعايعة) المسيحية فيُعزّز الرواية التي تـُرجِّـح انتسابهم إلى العرب الغساسنة ، ويذكر أنهم ارتحلوا من منطقة الكرك ونزلوا في أراضي الكورة في شمال الأردن وأخذوا يزرعونها وذكر أن حادثة الرحيل كانت قبل 53 عاماً ( تاريخ تأليف الكتاب في عام 1935م ) ، وبعد مضي خمسة أعوام على مكوثهم في الكورة ارتحلوا إلى مادبا ليكونوا قريبين من منطقة الكرك التي قدموا منها على أمل العودة إليها عندما تسنح الفرصة ، ولكنهم لم يلبثوا أن أقاموا مساكن لهم على أنقاض مادبا القديمة واستقرُّوا فيها .
ويذكر الأديب الأستاذ روكس بن زائد العُـزيزي في الجزء الرابع من كتابه ( معلمة للتراث الأردني ) أن شبان عشيرة المعاعية حرّفوا إسم عشيرتهم إلى اسم المعايعة لأنه أسهل لفظا ، ويُعزِّز العُـزيزي الرواية التي تردُّهم إلى العرب الغساسنة ، ويذكر أن فرعاً من المعاعية/ المعايعة اندمج في عشيرة الأزايدة بعد إسلامهم .
ويتحدَّث كتاب ( موسوعة قبائل العرب ) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي عن عشيرة المعاعية / المعايعة المسيحية فيذكر أنها من عشائر البلقاء المسيحية في الأردن ، وأنها خرجت من الكرك واستوطنت مادبا قبل أكثر من مئة عام ، كما يتحدَّث عن عشيرة المعاعية / المعايعة المسلمة ويذكر أنها فرقة من الأزايدة القرينيين من عشائر البلقاء المسلمة ، ويذكر أن جدَّهم عيد كان مسيحيا من عشيرة العاعية المسيحية في مادبا وصاهر الأزايدة بعد إسلامه ، ويـُعرف أعقابه باسم المعايعة الأزايدة .
أما عرب الغساسنة الذين ينحدر منهم عشائر العُـزيزات والعديد من العشائر المسيحية الأردنية فهم من الأزد من كنده من كهلان من سبأ عبد شمس من يشجب من يعرب من قحطان جَدِّ العرب القحطانية من العرب العاربه ، ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في كتابه ( القبائل العربية وسلائلها ) أن الحدادين كانوا أوَّلَ عشيرة ٍمن سلالة الغساسنة استقرَّت في الأردن .
ويتحدَّثُ كتابُ ( عشائر الحدَّادين حتى عام 1991م ) عن سبب قدوم قسم كبير من عشائر العرب الغساسنة إلى بلاد الشام ومنها شرقي الأردن فيذكر أن انهيار سد مأرب كان وراء هجرة قسم كبير من غساسنة اليمن إلى بلاد الشام ، كما يذكر سببا آخر هو حيث المحنة التي تعرَّضوا لها ٍعلى يد ملك اليمن ذو نواس بتحريض ٍمن يهود اليمن الذين كانوا يشكـِّـلون الطبقة الغنية ، وكان لهم تأثيرٌ كبيرٌ على الملك ذي نواس الذي أستجاب لتحريضهم فخيـَّر المسيحيين في اليمن بين اعتناق الدين اليهودي مع أنه لم يكن يهودياً أو القتل ففضَّـلوا القتل على ترك دينهم ، فحفرَ أخدودا كبيرا دفن فيه عددا كبيرا من المسيحيين وهم أحياء ، وتمكـَّن قسمٌ من المسيحيين من الفرار من ذي يزن فسلكوا ساحل البحر الأحمر حتى وصلوا الى جنوبي الأردن ، وقد خلـَّد القرآنُ الكريمُ هذه الحادثة في سورة البروج التي تحدثت عن قصة الأخدود ، وكان لجوء المسيحيين من غساسنة اليمن الى جنوبي الاردن في بدايات القرن السادس الميلادي في عام 524م ، وكانت بلادُ الشام التي كانت مناطق شرقي الأردن تتبع لها تحت حكم البيزنطيين الروم في ذلك الوقت ، وقد تمكن العرب الغساسنة من تأسيس دولة قوية دانت لها معظم بلاد الشام وتحالفت مع الروم البيزنطيين للتصدِّي للإمبراطورية الفارسية ( الفرس ) وحلفائهم من العرب المناذرة .
لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..
تلفاكس 4206999
البريد الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
info@almadenahnews.com
تنويه ... ورجاء
• أما التنويه: فإن هذه الدراسة التي استغرقني تحضيرها عدَّة سنواتٍ هي حصيلة جهد فردي غير معصوم عن الخطأ أو النسيان ...
• وأما الرجاء: فأرجو من كل من يجد في هذه الدراسة خطأً أو نقصاً في معلومة أن يعذرني وأن يتلطَّف بتصويب الخطأ أو بإكمال المعلومة الناقصة، أو بإضافة معلومة جديدة .
زياد ابو غنيمة