نبذة عن ( آل الريحانـي ) / الحصن
المدينة نيوز - الأستاذ الفاضل زياد ابو غنيمة المحترم ،
أرسل لحضرتك دراسة عن عائلة ( آل الريحاني ) التي تقطن حالياً في مدينة الحصن القريبة من إربد ، وقد إرتأيت أن أرسلها لك لإهتمامك بمثل هذة الموضوعات التي شغلت فكركم الرائع ضمن إخراج كتابين يتحدثان عن بعض العشائر ، وقد حرصت أن تكون المعلومة المدونة فيما يخص العائلة دقيقة وليس كما تتناقلة كتب العشائر كل كتاب بقصة مختلفة
وسيكون لنا الشرف الكبير بأن كاتباً بمقامك يقوم بالإطلاع على هذه الدراسة ، وينشرها في مقع " المدينة نيوز " .
منصور سامي الريحاني
53983974 / 0788154838
عشيرة الريحاني هي من اكبر وأقدم العشائر المسيحية في بلدة الحصن في لواء بني عبيد التابع لمحافظة اربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية ، وهم ينحدرون من العرب الغساسنة من قبائل الأزد التي تنتسب إلى دِراء بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قحطان من العرب العاربة والملقب بالأزد ، وكانت مجموعات متعددة من العرب الغساسنة قد تفرَّقت بعد انهيار سد مأرب في اليمن في أماكن مختلفة ومنهم الغساسنة الذين اتجهوا الى شمالاً الى بلاد الشام مروراً بمنطقة تهامة شرقي البحر الأحمر ، وما أن وصلوا مشارف الشام في أوائل الستينيات من القرن الثاني الميلادي حتى خضعوا الى حكم أبناء عمومتهم الضجاغم القضاعيين الذين فرضوا على الغساسنة دفع الأتاوه كدليل على خضوعهم إلى أن قامت حرب بين الفئتين إنتهت بتأسيس الغساسنه دولتهم في الشام عام 220م تحت رعاية الإمبراطورية الرومانية التي وجدت في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات الرومانية الشرقية ، لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية ، وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة ، وقد استقر الغساسنة في جنوب سوريه متخذين من بصرى عاصمةً لدولتهم قبل أن تتحول الى الجابية في الجولان ، وجميعهم كانوا يعتنقون المسيحية الأرثوذكسية ، كما اتخذ الغساسنة اللغة السريانية (الآرامية) دون ان يهجروا لسانهم العربي خاصةً أن اللغة العربية تتشابه في الفاظها مع السريانية ، وقد امتدَّ نفوذ الغساسنة ليشمل سلطانهم حوران وسائر عرب سورية وفلسطين ولبنان أي أن ثقلهم كان في المنطقة الجنوبية في سوريا والجولان واليرموك وأرض الأردن ، فعمروا المدن وشادوا القصور والقلاع وكانت المملكة الغسانية الذراع الأيمن للدولة البيزنطية وخط الدفاع عنها من أخطار غزو الفرس ، ولكن بعد وفاة الملك الغساني الخامس والعشرين " الحارث بن جبلة " والقاء الرومان القبض على ابنة المنذر "الملك السادس والعشرين" وحفيدة النعمان الثاني "الملك الثامن والعشرين" تفرقت كلمة الغساسنة في الشام وذلك حوالي 583م وضعفوا ودبت الفوضى في مناطق الغساسنة فاستقل كل شيخ من شيوخ الغساسنة بناحيته وقد انقسموا كذلك الى خمسة عشر فرقة ترك بعضها الديار السورية وهاجر البعض الآخر الى العراق ، فاستغل الفرس وحلفائهم المناذرة هذا الضعف واستولوا على سوريا في عام 613 م ، واستمرت الدولة الغسانية تعاني من الضعف والوهن حتى ظهر الملك "جبلة بن الأيهم" فأعاد للغساسنة مكانتهم في الشام بعد أن سعى الملك الروماني هرقل في توحيد صفوف من بقي منهم في الشام ، فاشترك الرومان مع الغساسنة مجدداً بالقضاء على الفرس واخراجهم من الشام واستقرَّت الأمور من جديد إلى أن جاء المسلمون واخترقوا حدود الشام ، فحاربهم جبلة بن الأيهم لحساب الرومان في دومة الجندل قريباً من الشام فهرب الأهالي من البلدة وهجروها ، كما اشترك بن الأيهم مع الرومان في معركة اليرموك التي هُزم خلالها الرومان وتقرر على اثرها نهاية حكمهم في الشام عام 636م ، ليتبع ذلك بقليل نهاية حكم الغساسنة ايضاً عام 638 م ليكون الملك جبلة بن الأيهم أخر ملوك الغساسنة في الشام ثم دخل في الاسلام الا أنه لم يلبث طويلاً وعاد الى مسيحيته.
بعد انهيار الدولة الغسانية دخل قسم من الغساسنه في الإسلام وشاركوا في جيوش الفتح الاسلامي فكان لهم فيها سهم كبير حيث شاركوا في فتح شمال أفريقيا والاندلس وانتشروا فيها وأسهموا في إعمارها ، وبقي قسم آخر على المسيحية بعضهم كان على الذهب الأرثوذكسي المشرقي " اللاخلقيدوني " ومكثوا في مدينة خبب وبعض بلدات محافظة درعا في سوريا في سهل حوران وكذلك مدينة زحلة في لبنان وما زالوا الى يومنا الحاضر ، وآخرون على المذهب الأرثوذكسي الشرقي اليوناني .
آل الريحاني في الأردن
من المعروف أن العديد من العشائر والعائلات المسيحية المعاصرة في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين ينحدرون من العرب الغساسنة وكانوا من دعائم دولة الغساسنه في بلاد الشام التي انتهى الأمر بسكانها بعد انهيارها الى النزوح من أراضيها الى مناطق اكثر أمناً واستقراراً ، ومن بين هذة العشائر التي نزحت عائلة آل الريحاني في الأردن من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية اليونانية حيث توجهوا الى جبال أدوم شرقي الأردن وفي بلدة الشوبك بالذات وأقاموا فيها حيث أن غالبية سكانها من المسيحيين آنذاك ، أما البعض الأخر فقد رحل إلى وادي موسى وميناء ايله ( إيلياء ـ العقبة ) ، وبعد توافد الكثير من المسيحيين إلى الشوبك في منطقة الكرك آنذاك أصبحت الشوبك مركزا مهما ومدينة ضاهت في ذلك الزمان دمشق ببساتينها ومائها ، ألا أنه ومع بداية العهد العثماني في العام 1516م إنحدرت الأوضاع فيها واضحت قرية صغيرة معرَّضة لهجمات البدو من كل ناحية حيث تعرضت الشوبك خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر لغزوات بدوية وظروف مناخية وطبيعية تسببت في تهجير عدد كبير من سكانها المسيحيين إلى مصر وفلسطين وسورية وإلى شمال الأردن ووسطها طلبا للأمن والعيش بسلام ، ومن بين هؤلاء كان ( ال الريحان) حيث إرتحلوا الى شمال الأردن واتخذوا من بلدة الحصن في قضاء عجلون في شرقي الأردن مسكناً لهم ومن المرجح ان يكون تاريخ هجرتهم الى الحصن في نهاية القرن السابع عشر، فهم بذلك من أهالي الحصن الأصليين المؤسِّـسين لها خاصةً أن الحصن لم تكن عامرةً وكانت خالية من السكان الى أن جاء اليها آل غنما بصحبة شيخهم عبدالله الغنما في عام 1680م وبعد هذا التاريخ أخذت العائلات والعشائر المسيحية وغير المسيحية بالتوافد على هذة المنطقة وكان من ضمنها ال الريحاني بين 1680 – 1700 تقريباً وكان جميع أبناء ال الريحاني يتبعون المذهب الأرثوذكسي الشرقي اليوناني الى أن جاءت طائفة الروم الكاثوليك الى الحصن في عام 1890م فانضم بعضاً من أبناء العائلة اليها .
ويعتبر سمعان الريحاني الذي عاصر القرن الحادي عشر الميلادي هو الجدُّ الأكبر ل ( عائلة الريحاني ) حيث إنحدر من سلالته ثلاثة أبناء هم نجم وسرحان ودخل الله الذي يعود اليهم نسل آل الريحاني في الحصن والموثق في شجرة العائلة ، أما نجم فقد أنجب كل من عبدالله وميخائيل ، وسرحان أنجب عيد وجريس ، ودخل الله أنجب ذياب وذيب الذي إرتحل الى سهل حوران في سوريه ربما في بدايات القرن الثامن عشر ليكون جدَّ آل الريحاني في سوريه والذين أصبح إسمهم آل رمحين ، حيث رحل جدهم ذيب دخل الله الريحاني وأقام هناك بعد أن إعتنق الإسلام واستبدل اسم العائلة بآل رمحين ، مع العلم أن اسمه ما زال يحتل موقعاً في شجرة عائلة آل الريحاني في الأردن.
وأما فيما يتعلق بما ذكره الكولونيل فريدريك ج بيك في كتابة تاريخ شرقي الأردن وقبائلها عن آل الريحاني في الحصن بأنهم : " من بقايا الصليبيين في الكرك " فهذا حديث مغلوط بلا شك وما يثبت ذلك أن الحملات الصليبية بدأت بين عامي 1096 – 1291 وإن صدَّقنا بصحة الرواية بردِّ آل الريحاني إلى الصليبيين فإن ذلك يتعارض مع الكتب التاريخية التي أورد الأستاذ حبيب جاماتي وهو صحفي وأديب ومؤرِّخ حادثةً منها نشرها في سلسلة " تاريخ ما أهملة التاريخ " في مجلة المصور الصادرة في 14 / 2 / 1954م عن دار الهلال المصرية ، تشير إلى أن آل الريحاني هم من قاطني منطقة شرقي الأردن في جبال أدوم وفي بلدة الشوبك بالذات ، كما وتشير الى أنهم كانوا يسكنون تلك المنطقة منذ القدم حيث وفدوا عليها في الأجيال الماضية ، ووصل بهم الأمر الى أن يكونوا سادةً في الشوبك لهم شأن عظيم حيث بلغ بهم عظم شأنهم الى المثول بين يدي الملك بلدوين الأول ملك بيت المقدس في وفد ضمَّ ثلاثة أشخاص من كبار سكان الشوبك يتقدمهم مكانةً " سمعان الريحاني " - وهو الجد الأكبر لعائلة الريحاني في الأردن – وطلبوا منة القدوم الى شرقي الأردن والإستيلاء على الشوبك بالذات بعد أن رفض حاكم دمشق المسلم الأمر ذاتة حين طلب منه سكان الشوبك ذلك لحل نزاعٍ بين أهالي الشوبك وأسرة يهودية تقيم في الشوبك تدعى ( ربى دلايا ) يقال إن جدَّها الأول كان من خدم هيكل سليمان قبل تدميره ، فجاء طلب سمعان الريحاني ورفاقه الى الملك بلدوين للقضاء على هذه الأسرة أو أن يقنعهم الملك بأن يتعاونوا مع سكان الشوبك وأن يكشفوا لهم عن سرٍ يحمل معه مكان عشرة صناديق من خشب الأرز تضم بين دفاتها الذهب والفضة والحجارة الكريمة والتحف النادرة ، حملتها الأسرة معها من بيت المقدس بعد تدمير هيكل سليمان ، يرفضون الكشف عن موقعها لارتباطهم بقسمٍ رهيب بأن يتوارثوا هذا السر لكي ترى هذة الصناديق النور عندما يعود المُلك لليهود وينفق ما فيها من ثروة لإعادة تشييد هيكل سليمان .
وبقراءة تاريخ الحملات الصليبية نجد أن ما ذكرة الأستاذ حبيب جاماتي نقلاً من الكتب التاريخية جاء موافقاً لمعرض حديثنا ، حيث قدم الملك بلدوين الأول قاصداً إحتلال الشوبك وأقام فيها قلعة مونتريال عام 1115م ساعدة في بناءها سكان الشوبك أنفسهم من المسيحيين والمسلمين الذين قتلوا جميع افراد الاسرة اليهودية بأمر من الملك بلدوين الأول الذي فشل في إقناعهم بإفشاء السر ، ومن تلك الرواية نستطيع أن نجزم بأن ما ذكره الكولونيل فريدريك ج بيك عن ال الريحاني هو حديث لا يمت للصحة بصلة وهو متناقض مع التاريخ والحقائق الواقعية والشواهد الأثرية من القلاع والحصون والتي تُدعم صحة ما جاء في تاريخ المنطقة آنذاك .
دار شرش في الناصرة .. فخذ من آل الريحاني
وأما كتاب قاموس العشائر في الأردن وفلسطين للباحث حنا عماري فقد كانت بينته عن ال الريحاني منقسمة الى جزئين إثنين حيث ذكر الباحث بأن ال الريحاني هم من بقايا الصليبيين ، تركوا اريحا وسكنوا في الحصن ..... ويقال أيضا إن لهم أقارب في مصر من ذرية أحدهم ويدعى " خليل " الملقب بالمعنترحيث أعتمد الباحث في الجزء الأول من الحديث على كتاب الكولونيل فريدريك ج بيك حين ذكر بأن آل الريحاني هم من بقايا الصليبيين وهذا ما أثبتنا عدم صحته سابقاً ، أما الجزء الثاني فقد اعتمد السيد عمَّاري على كتاب ( تاريخ الناصرة من أقدم أزمانها إلى أيامنا الحاضرة ) للقس أسعد منصور والصادر عام 1924م حيث تحدث القس أسعد عن " دار شرش " وهي إحدى عائلات مدينة الناصرة تعود أصولهم إلى آل الريحاني في الحصن التي تركوها واستوطنوا في الناصرة في القرن الثامن عشر وهذا الأمر ليس من شكٍ في صحته وخاصةً أن هناك عدداً منهم عاد الى الحصن وبقي مرتبطاً بال الريحاني حتى هذا اليوم شأنهم واحد لا ينفصل ، كما ذكر القس أسعد منصور بأن آل الريحاني هم أصلاً من أريحا حيث ربط الكنية بمدينة أريحا جدلاً وهذا خطأ كبير وقع فيه القس منصور حيث أن تسمية آل الريحاني هي تسمية قديمة ربما تعود الى فترة الدولة الغسانية في الشام أو حتى قبل مجيئهم إليها من اليمن ، إلا أن الباحث حنا عمَّاري لم يتحقق من هذا الأمر وتناوله كما هو في كتابة ، حيث لا يوجد أي ارتباط بين التسميتين وإن تشابهت ، وإن كان لنا جواز ربط الكنية بالمدينة تشبيهاً لإسمها فإن هناك مناطق أولى لرد آل الريحاني إليها كمنطقة " الريحانية في حيفا " أو " الريحانية في شمال سوريا في طرطوس " أو " الريحانية في شمال لبنان في قضاء عكار " أو " الريحانة في السودان " أو " الريحانة على ضفة نهر الفرات في العراق " أو " الرياحين في السعودية " وغيرها الكثير أيضأ ، من هنا يتبين أن ربط اسم العائلة بالمنطقة ليس دوماً يكون صحيحاً ما لم يثبت عكس ذلك بالقرائن والإثباتات التاريخية .
أما فيما يتعلق بأن لعشيرة الريحاني أقارب في مصر فهذا الأمر مرده وكما يذكر القس أسعد منصور بأن أحد أبناء عائلة شرش ويدعى خليل قد رحل إلى مصر وأقام نسلة فيها ، وهذا الأمر لا صلة له بعشيرة الريحاني حيث أن الأمر يخص عائلة شرش في الناصرة وهم أولى بتأريخه لصالحهم ، فعشيرة الريحاني لها بمن تفرَّع عنهم بشكل مباشر.
ويروي الأديب اللبناني المشهور أمين الريحاني في الصفحة الثامنه والستين من كتاب ( قلب لبنان )قائلا : " إن التنقل من الصفات اللازمة لبيت الريحاني ، فمنذ ثلاثمائة سنة ويزيد نقل جد العائلة من بجة في جبيل الى بيت شباب ، وبعدها بمئة سنة نقل الخوري (ثم المطران) باسيل عبد الأحد البجاني من بيت شباب الى القرية المجاورة لها أي الشاوية فبنى له قلايةً فيها ، وكان الآس الذي يدعى في هذا الجبل (الريحان) يكثر في تلك الناحية ، فقال الناس : قلاية الريحاني . ثمَّ نـُـسبنا اليه ، فقالوا : " بيت الريحاني ".
وأما عن سبب تواجدهم في بلدة الفريكة في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان التي تحيط بالعاصمة بيروت من الجهات الثلاث الجنوب والشرق والشمال ، وتلامس حدها الغربي شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، فيقول الأديب اللبناني المشهور أمين الريحاني : " السبب في إنتقال الوالد إلى الفريكة هو الحب، فقد كان والدي شريكاً لخاله أمين هاشم في معمل الحرير في الفريكة فاضطر أن يقضي معظم أيامة فيها ، وقد كان يجتمع في بيت خاله بأنيسة جفال طعمة من قرنة الحمراء فأحب فارس أنيسة ، وأحبت أنيسة فارساً ، فانغرس الحب في قلبيهما ، ثم نور بالزواج " ، ومن خلال سرد أمين الريحاني لأصل العائلة في لبنان نجد أن عائلة الريحاني في كل من الأردن ولبنان تتلاقى بالكنى فقط ، فلا صلة قربى بينهما إلا أنه تمَّ التعارف فيما بينهم قرابة منتصف القرن العشرين وما بعده ، وكان هناك زيارات متبادلة بين العائلتين التي أسفرت الى توطيد هذه العلاقات بالتواصل فيما بينهم بالنسب والزواج فيما بعضهم .
ولعل جميع الدارسين والمتابعين لحياة الأديب أمين الريحاني يرجعون أصل عائلة الريحاني الى ذات القصة التي رواها أمين بنفسه ، ولعل المنازل التي تركها آل الريحاني في ضيعة بيت شباب تؤكد صحة هذه القصة ، كما وتؤكد أن تسمية العائلة بهذا الاسم برز في ضيعة الشاوية منذ ما يقارب المئتي عام أو يزيد قليلاً ، على خلاف تسمية آل الريحاني ( الحصن ) التي تعود الى قرون كثيرةٍ مضت ، وربما الى فترة رحيل الغساسنة عن اليمن .
وجاء في كتاب ( معجم قبائل المملكة العربية السعودية ) لمؤلفه حمد الجاسر بأن عائلة الرياحين والنسبة اليهم " ريحاني " هي من القبائل السعودية في حُلية متعان جهات الليث ، ومتعان هي قبيلة كبيرة تسكن الليث وتنقسم الى بطنين رئيسيين : فالبطن الأول ( عبس ) ويضم قبائل الرياحين " ريحاني " و السلم والعبادلة والهماهمة ، أما البطن الثاني هم الصُعبة ومفردهم صُعيبي ويعرفون بإسم الغميات ، أما عبس فتعود في أصولها الى قبائل غطفانية من بني غطفان بن سعد بن قيس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من العرب العدنانيين (العرب المستعربة) والتي تنتسب في أصولها إلى إسماعيل بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن أرفَكْشادَ بن سام بن نوح ، ويسكن الرياحين " ريحاني " الآن في منطقة تسمى قرية الرياحين في وادي سلبة والتابع الى مركز بني يزيد الذي يبعد قرابة 88 كلم الى الشرق من مدينة الليث مركزمحافظة الليث في جنوب غرب المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر ، مع الاشارة هنا الى أن اسم المنطقة مشتق من إسم العائلة باعتبارها من أشهر عائلات قبيلة متعان ، وبناءً على ما تقدَّم فليس ما يشير من قريب أو بعيد لأية علاقة أو صلة بين آل الريحاني في الاردن ونظرائهم في السعودية ، حيث أن آل الريحاني في الأردن كما اسلفنا هم من أصول غسانية من العرب العاربة اما ال الريحاني في السعودية ينتمون الى الاصول العدنانية من العرب المستعربة ، وهذا يشيرالى اختلاف كبير في النسب بين العائلتين ، وربما كان التلاقي في الكنى صدفة كحال الكثير الكثير من العائلات التي لها ذات الاسم في مناطق مختلفة ولكن دون وجود علاقة قربى بينها ، وهذا التلاقي والتشابة في الأسماء قاد البعض من مدوني الأنساب الى رد آل الريحاني في الأردن إلى آل الريحاني في السعودية بافتراض أن كل العرب سكنوا في شبة الجزيرة العربية والتي تقع السعودية ضمن حدودها ، وهذا الأمر اعتمد عليه بعض أفراد العائلة من جيل الآباء والأجداد ظانين أن أصول العائلة هو ما ذكرة النسابون الذين أخطأوا في ذلك الأمر ، والأكثر غرابة أن هناك عدداً من جيل الشباب من أبناء عائلة الريحاني قد توارثوا أن أصل العائلة يعود إلى أصول سعودية دون البحث والتأكد من الأنساب ، لذا كان لا بد من تسليط بصيص من الضوء على أمر عائلة الريحاني السعودية لتوضيح عدم صلتنا كـ ( آل الريحاني / الأردن ) بتلك العائلة الكريمة.
ويخلص السيد منصور سامي الريحاني في ختام دراسته إلى أن آل الريحاني في الأردن قدموا من سهل حوران في سوريه ، وهم ينتمون الى العرب الغساسنة الذين هاجروا من اليمن بعد خراب سد مأرب ، وأقاموا دولة لهم في الشام، ومع نهايات المملكة الغسانية اتجه آل الريحاني الى بلاد الأردن وأقاموا في منطقة الشوبك ولبثوا فيها حتى اواخر القرن السابع عشر الميلادي تقريباً إذ تدهورت الأوضاع في الشوبك في فترة الحكم العثماني حيث تركوها نتيجةً لغزوات البدو ولظروفٍ مناخية وطبيعية ، لينتقلوا بعدها الى بلدة الحصن في إربد شمالي الأردن فكانوا من أوائل المؤسِّـسين للحصن إلى جانب عدد من العشائر الأخرى ، ويعتبر سمعان الريحاني الذي عاصر القرن الحادي عشر الميلادي هو الجد الأكبر لعشيرة الريحاني ، كما أن لآل الريحاني أقارب في الناصرة يدعون " شرش " ، كما أن لهم فخذ آخر في سهل حوران يدعون " آل رمحين " جدهم هو ذيب دخل الله الريحاني ، وآل الريحاني اليوم هم في غالبيتهم من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ، وهناك قسما آخر يتبع الكنيسة الكاثوليكية الغربية .
وأورد السيد منصور الريحاني أسماء بعض المراجع التي اعتمد عليها في دراسته وهي :
1. الكولونيل فريدريك ج. بيك ، كتاب ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها 1934م )
2. القس اسعد منصور ، كتاب ( تاريخ الناصرة من أقدم أزمانها إلى أيامنا الحاضرة 1924م )
3. حنا عمَّاري ، كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين 2001م )
4. حمد الجاسم ، كتاب ( معجم قبائل المملكة العربية السعودية )
5. سالم العيسى ، كتاب ( تاريخ الغساسنة 2007م )
6. سفر التكوين ، العهد القديم ، الكتاب المقدس
7. أمين الريحاني ،كتاب ( قلب لبنان : الأعمال العربية الكاملة )
8. محمد على موسى ، كتاب ( أمين الريحاني: حياته وآثارة 1961م )
9. مفلح العدوان ، كتاب ( موسوعة القرية الأردنية - بوح القرى 2008م )
10. شجرة عائلة آل الريحاني
11. مقال : تاريخ ما أهملة التاريخ في قلعة الشوبك، حبيب جاماتي، مجلة المصور 14/2/1954م