العشائر الأردنية ( إستفسر عن عشيرتك )

تم نشره السبت 01st أيّار / مايو 2010 11:26 صباحاً
العشائر الأردنية  ( إستفسر عن عشيرتك )

المدينة نيوز - حول نسب عشيرة الشطناوية .تلتقي بعض المراجع على القول إن أصول عشيرة الشطناوي في شمال الأردن التي ينتمي إليها الوزير الدكتور محمد الشطناوي تعود إلى عشيرة العوران إحدى عشائر الحميدات من الجوابرة في منطقة الطفيلة ، أما إسم ( الشطناوي ) فقد غلب على إسمها الحقيقي ( العوران ) لأنها سكنت بعد إرتحالها من الطفيلة في قرية ( شطنا ) في شمال الأردن ، ومن المراجع التي أوردت هذه الرواية كتاب ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) لمؤلفه الضابط الإنجليزي فريدريك . ج . بيك الذي كان قائدا للجيش العربي الأردني في الثلاثينيات من القرن العشرين المنصرم ، وكتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنـا عمَّاري ، وكتاب ( الطفيلة ... الإنسان والتاريخ  ) لمؤلفه الباحث فوزي الخطبا ، وكتاب ( بلادنا فلسطين / الجزء الثالث من القسم الثاني) لمؤلفه المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّـاغ ، وكتاب ( الطفيلة ... تاريخها وجغرافيتها ) لمؤلفه الباحث سليمان القوابعة ، وكتاب ( الصفوة - جوهرة الأنساب – الأردن ) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة ، وكتاب ( موسوعة قبائل العرب ) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الثالث من كتابه (موسوعة قبائل العرب ) ، وكتاب ( عشائر شمالي الأردن ) لمؤلفه الدكتور محمود محسن فالح مهيدات .

 وقد تلقيت من الدكتور الطبيب نواف الشطناوي تعقيبا طويلا ينفي فيه صحة الرواية التي أوردتها المراجع السابقة الذكر والتي تردُّ عشيرة الشطناوية إلى عشيرة العوران من الحميدات من الجوابرة في منطقة الطفيلة ، ويُـرجِّـح الدكتور الشطناوي أن معظم الكتب التي أوردت هذه الرواية نقلتها عن كتاب فريديريك بيك دون تمحيص ، وأرى من الأمانة والموضوعية أن أورد رسالة الدكتور الطبيب نواف الشطناوي  كما وردتني على بريدي الإلكتروني ، يقول الدكتور نواف الشطناوي في تعقيبه :
 1 ) لقد  ورد في كتاب ( تاريخ شرق الأردن وقبائلها )  من تأليف فردريك بيك في عام 1927م ومن تعريب بهاء الدين طوقان , الناشر الدار العربية في الصفحة( 387) ما يلي : " الشطناويه  فرع من العوران إحدى فرق الحميدات في الطفيله , نزحوا من الطفيله قبل 150عاما تقريبا ,  ونزلوا في قرية شطنا , ولما رحل العدوان إلى عجلون هرب الشطناويه من وجههم , فخرج قسم إلى قرية كوكب الهوى بفلسطين , ونزل قسم أخر في قرية سوف , وبعد رسوخ قدم الحكومة العثمانية في البلاد اجتمع الشطناوي ثانية واستقرُّوا في قريتي حواره و شطنا  " (إنتهى كلام فريدريك ) .
لاحظ أن من أعطى المعلومة ( لفريدريك ) لا يعرف عن الشطناوي الكثير, حيث اغفل ذكر الشطناوي في الصريح والنعيمة وأيدون , مع العلم بأن الشطناوي قد استقرّوا في مواقعهم منذ 1872م ( د . هند أبو الشعر, ناحية بني عبيد ) على أقل تقدير , حيث حضروا تفويض الأراضي في القرى الأربعة , ولكن من أعطى المعلومة لا يعرف إلا شطناوي حواره , وكان يعتقد أن البقية لا زالت في شطنا , مع أنهم تركوها منذ عام  1860م تقريبا , هذا يؤكد ما ذهب إليه المرحوم الحاج زايد العلي الشطناوي عندما أفاد ( لم يسأله أحد ,  ومن الذي أعطى المعلومة ؟ ) وذلك عام 1975م . 
2 )  ورد في كتاب ( تاريخ شرق الأردن وقبائلها )  من تأليف فردريك بيك في الصفحة ( 394 , 397 ) ما يلي : "  وفي ذلك الحين كان يقيم مع الخصاونة في الكرك العبابنة القاطنون الآن في قريتي سال وبشرى ، والهزايمة القاطنون في قرية زحر ، والشطناوية القاطنون في قرية حوراه ( هكذا وردت والأصح حوَّارة )  , وحدث إن تحارب العمرو والأغوات من عشائر الكرك من جهة والخصاونة والعبابنة والهزايمة والشطناوية من جهة أخرى , وأسفرت المعركة عن غلبة الفريق الثاني , وعلى أثرها هاجروا إلى منطقة عجلون فنزلوا في قرية عين الشعرة التي تقع بين قريتي عبين وصخرة , وبعد أن استقرُّوا في عين الشعرة حينا من الزمن  ( حوالي  50 عاما تقريبا  ) وقع  خلاف مع السلايطة والحجايا فرحل الخصاونة وحلفاؤهم إلى قرية الحصن  ( ناحية  بني عبيد ) ( إنتهى كلام فريدريك ) .
 وقد أفاد شقيرات في مجلة أفكار أن  الشيخ موسى الحمد الخصاونة كان يقطن في أيدون - بني عبيد عام  1763م , أي أن خروجهم من الكرك كان حوالي 1700م , و ليس 1775م كما أورد صاحب رواية الشطناوي , مما يؤكد أن من أعطى المعلومة قد تطوع بناء على معرفة ليست دقيقة بتاريخ ونسب الشطناوي .   
3 )  ورد في كتاب ( تاريخ شرق الأردن وقبائلها )  من تأليف فردريك بيك في الصفحة (489) مايلي: "  الحميدات عشيرة كبيرة  يقطنون في الطفيله و قرية عابور و نخوتهم (صبيان الجوابرة) , وخرج منهم فرع إلى منطقة عجلون واستوطنوا قريتي حوَّاره و شطنا ويُـعرفون فيهما بالشطناويه , ويتألف الحميدات من الحمايل التالية : الجرابعه والحناقطة والحوامدة ( خرج منهم فريق يقال لهم الذيابات واستوطنوا في الرمثا ) والشوابكة والعطيوي والعوران(  يقال إنهم من عشيرة الحاوي من الشرارات من بني كلب من القحطانية ) , وحمولة أبو جابر من عشيرة الزيود من بني حسن بمنطقة عجلون فرع منهم " ( إنتهى كلام فريدريك ) .
لم يذكر العوران أنفسهم في ذلك الوقت أن الشطناوي فرع منهم , مع العلم أن المعلومة تعنيهم , ولا يمكن أن تعطى من غيرهم , أو بدون موافقتهم , أفاد من تبرع  في ذلك الوقت بإعطاء المعلومة عن الشطناوي ( الرواية اليتيمة )  أنهم فرع من العوران بينما لم يقر العوران في ذلك الوقت بصحة المعلومة , نعم لقد جمعت العوران و الشطناوي علاقات صداقة مميزة , عززها الجوار والحلف مع الحميدات والجوابرة والطفيله كمكان سكنه الشطناوي زمنا قادمين من السموع , وأعتقد أن الشطناوي لم يلتقوا العوران في الطفيله حيث تفيد روايات الطفيله أن العوران قد انضموا إلى الحميدات بعد 1750م , و أصبحوا أصحاب الزعامة الطفيله قاطبة بعد الكلالدة في عام 1775م ( الخطبا , القوابعة ) , و قد أفاد السيد عبد السلام احمد الشطناوي ( 95 عام بكامل وعيه )  عن والده : " عندما  سمع والده من أصدقائه الخصاونة أن العوران يعودون بنسبهم للشرارات والشطناوي يعتقدون بنسبهم للصحابي جابر الأنصاري وفي ذلك تناقض ولا يمكن أن  تلتقي هذه الروايات , عندها ذهب والده وبصحبته بعض الأقارب عند الشيخ إبن ورده وتمَّ السؤال عن العوران , فكان جواب إبن ورده أن العوران ليسوا من الشرارات أصلا و لكنهم قدموا من الطفيله و سكنوا بينهم و أصبحوا  شيوخا للشرارات , و يضيف السيد عبد السلام أنها كانت المرة الأولى التي يسمع بها الشطناوي أن للعوران علاقة بالشرارات , كما نقل عن والده ،  وقد أيد هذا القول الدكتور رءوف أبو جابر في كتابه قصة عائله ،  ولقد نقل المتأخرون ما أورده بيك  دون تمحيص عند البعض , و قليلا من الاجتهاد عند البعض الأخر لإضفاء طابع التجديد , أو تفسيرا و موائمة بين الروايات  المختلفة التي أوردها بيك , و ظنها البعض ممن قرأها من المتأخرين أنها صحيحة بالرغم من أنها رواية لا زلنا نجهل مصدرها , وأعتقد أن من أعطاها لم يكن منصفا فقد استخدم مصطلح هربوا ليدل على عدم قدرتهم على المواجهة , و هنا  يحق لنا أن نسأل  هل كان الشطناوي وحدهم الذين تعرضوا للغزو ؟ , وماذا  كانت نتيجة المعركة ؟ ومتى ومن هم  الصامدون مقابل الفارين ؟ , ولماذا يهرب الشطناوي وهل كانوا قبيلة  كبيرة  وكم عدد أفرادها في ذلك التاريخ ؟ و تفيد رواية السلف ممن أدركنا أنهم ربما تخفوا خوفا من الجزَّار لأنهم ساندوا ظاهر العمر . 
وتساءل المؤرِّخ نصوح الطاهر في مخطوطه الذي لم يرَ النور : إذا كان الشطناوي يقولون إنهم من العوران , الذين يُـقال إنهم من اللحاوي من الشرارات من كلب , فماذا تكون أصولهم ؟  وهو شكٌ في موضعه و لكنه لا يسمح بالإجتهاد ،  ويدلُّ تساؤله على شك  برواية  فريدريك بيك أكثر من الإقرار بها ,  لان محصلة روايات بيك  في المواضع المختلفة لا تقر بعلاقة مباشرة  مع  عشيرة العوران العريقة الاصيله الأبية .
ثمَّ جاء الأستاذ فوزي الخطبا وحاول التوفيق بين الروايات المختلفة التي أوردها بيك فقال في الصفحة (  105 ) إن الجوابرة هي العشائر التي تسكن مدينة الطفيله بغض النظر عن أسماء هذه العشائر , وتتألف الجوابرة من الحميدات والبحرات والكلالدة والقطيفات والهلالات والسمرات والعبيديين والبدور والوهيبات والشوابكة والأغراب ، وتتألف الحميدات من العوران والحوامدة والجرادين والجرابعه والحناقطة والمهايرة والقيسية والمصاروة والزغاليل والزريقات .
عند الحديث عن الأصول في( ص 108) يقول الخطبا : كانت تقتسم الطفيله منذ ثلاثة قرون العشائر التالية : الحميدات والبحرات و العبيديين و الكلالدة و الهلالات و القطيفات و الوهيبات ، أي أن هذه القبائل كانت في الطفيله بعد بداية القرن السابع عشر ، وقال في( صفحة 108-109) : يطلق على سكان الطفيله الجوابرة ويعرفون بني محمد و تجهل أغلب هذه العشائر أصولها البعيدة و تدل التسمية على أنها من أصول مختلفة , و يرد ذكرهم في الروايات المتواترة في جنوب الطفيله و أنها خاضعة لنفوذ ألوحيدي في القرن السابع عشر, وأن العمر ( العمرو ) ذبحوه و احتلوا الطفيله , ثم جلي الوحيدي نهائيا بعد المذبحة , ثم تركها العمر ( العمرو ) ليستقروا في الكرك مع نهاية القرن السابع عشر, و يقول أهل الطفيله أن نسل المنصوري قد انقرض , و يظن الخطبا أن المنصوري هو الوحيدي!! , وقد حل محله حميد وعبيد وكايد ومنهم خرج أهل الطفيله!!! و كانت الطفيله تحت نفوذ الحجايا حتى جلا العمرو , وكان من بين أهل الطفيله رجل اسمه الشيخ حسن بن محيسن  , الذي أصبح زعيما للطفيلة ونظم أمر الحلف ضد غزو البدو, و ظلت الجوابرة تحت زعامة الكلالدة حتى قدم العوران بعد منتصف القرن الثامن عشر ( ويفيد بيك في ص 370 أن جد العوران قد رحل من الطفيله و سكن عند الشرارات ) ,  و أصبحوا زعماء الطفيله , و انتهت زعامة الكلالدة للجوابرة  سكان الطفيله ,  انقسم حلف الجوابرة بعد ذلك حيث حالف الكلالدة المجالي ومعان الشامية وأصبح حلف الجوابرة الجديد يضم الجوابرة أصلا ما عدا الكلالدة و الوهيبات , حيث حالف بقية  أهل الطفيله الحويطات ومعان الحجازية , و كان ذلك مع نهاية الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر .
ثم تحدث الخطبا في الصفحة 110 عن العوران و تحدث عن نسبهم و أضاف انه خرج منهم فرع نزل في شطنا ونقل ما كتبه بيك حرفيا , و هنا نلاحظ أن الخطبا قد دمج الروايات المختلفة المتناقضة التي أوردها بيك  , دون أن يبين ما إذا كان قد حصل على معلومات إضافية, أو  أدلة جديدة ترجح احتهادة و دمجه للروايات , و المدقق يلاحظ  انه قد  ناقض روايته مباشرة عندما قال" و يتبع العوران فرق ثلاث خرجت من ثلاثة إخوة هاجروا من الطفيله ويعرفون بابي جابر الذي سكن عند الزيود و عيال عوده في جبل ألدروز  وعيال عمرو في درعا, وخرجت من أولاد جابر فرق سكنت رام الله منها آل سحويل و هم من بني حميد اليمنيين و منهم جماعة نزلت في بيت عمرو"", إذا كان الآمر كذلك فكيف يقول أن الشطناوي فرع من العوران و لم يفرد لهم جد كالبقية الذين حددهم بثلاث , فكلمة منهم  هنا  يمكن أن تعود على الحميدات  كما في رواية بيك , أو  من العوران الذين لم يفرد لهم جد خرجوا منه, هي محاولة توفيق بين الروايات .
لم يتطرق الخطبا إلى أي قادم لتكوين حلف الجوابرة و ذوبان نسله و صعوبة تميزهم , و لكن هناك إشارة واضحة إلى أن سكان الطفيله يعرفون الجوابرة, و أن الحلف حديث , كما أن الطفيله لم تخل من السكان و القبائل الكبيرة المسيطرة في المدى المنظور فقد تحدثت الكتب عن بني عقبة وعن ألوحيدي وعن العمر ( العمرو ) و الحجايا والحويطات ( الخطبا , الخالدي الصفدي , دفاتر الطابو , المهمة العثمانية وكتاب الحويطات , بيركهارت ) .
ثم جاء الأستاذ سليمان القوابعة في كتابه ( الطفيله جغرافيتها وتاريخها ج2 ص 90 ) فتحدث عن العوران وحاول التوفيق بين روايات بيك  و تفسيرها فقال : العوران ينتسبون إلى قضاعة التي قطنت المنطقة و أنسرب فرع منها الشطناوي حوالي 1765م (بدل 150 عام ) الذين نزلوا شطنا وحواره ومنهم جماعات رحلت إلى بيت عور وبيت نوبا وعراق المنشية بل تعدوا إلى الشمال في جنوب داعل  وللعوران علاقة و ثيقة بجماعات اللحاوية , وعرف بعضهم في البلقاء بالشهوان ( باليسفة ) و عن علاقتهم العوران بالشرارات فمردها  للمصاهرة  فقط ، وهنا نلاحظ أن القوابعة قد تصرف كثيرا في النصوص وأدخل جماعات ضمن العوران دون تدقيق ونسب العوران إلى قضاعة بشكل أشمل  وشكك بنسبهم إلى جماعة اللحاوي والشرارات دون بينة  جديدة على أي مما ذكر غير الشك بالرواية الأصلية التي اعتقد البعض أنها جاءت للإساءة أو محاولة من بيك المستشرق الذي حاول أن يعكس ما في العهد القديم  ، كما أن كل كتب الأنساب لم  تتحدث عن استمرار قضاعة والغساسنة وعامله ولخم في الكرك و ما حولها ( العمري والقلقشندى,  شهداء الصحابة على أرض الأردن المسلمة) , ولكن هناك إشارة واضحة إلى أن قضاعة قد تركت الطفيله بعد غزوة ذات السلاسل و اطلاح ( شهداء على ارض الأردن المسلمة ) , وأن كلب قد ارتحلت للثغور وصعيد مصر لاحقا حيث لم تذكر كلب في الأردن بعد العصر الأموي في أي من كتب القلقشندى والعمري , رغم أنها كانت من ثبت الحكم الأموي و كانت فيها زعامة الحلف اليمني ( تاريخ الدولة الامويه) .
و جاء في كتاب  ( قرية عراق المنشية ) للدكتور احمد الجابري  1987 م ( ص 5 ) :  الجابري في عراق المنشية يعودون بأصلهم إلى مدينة الطفيله (الجوابرة) و الجوابرة في المنشية من جدهم نور الدين الخزرجى من أحفاد الصحابي جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري والذين جاءوا من الطفيله و لهم أبناء عمومة من آل الشطناوي في حواره اربد  .
 وقد نقل  الدكتور محمود محسن فالح المهيدات في كتابه عشائر شمال الأردن  عام 1990م( صفحة 85 ) روايات  بيك ودمجها فقال إن الشطناوي فرع من العوران الذين يسكنون الطفيله وهم أحد فرق الحميدات , ولم يضف أي جديد, ولم يقحم نفسه للإجتهاد بناء على روايات متناقضة من مصادرها .
ثم جاء دور الأستاذ حنا عمَّاري في كتابه ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) المطبوع عام 2001م في( الصفحة 330)  و نقل ما كتبه المهيدات ، ولكنه أضاف معلومة جديدة غريبة عجيبة حيث قال إن الحميدات من عشائر الأردن من الكلالدة من الجوابرة  ينتسبون إلى قبيلة جذام, وهنا نلاحظ انه غير ما هو متعارف عليه حيث إن الكلالدة يعتبرون جزءا من الجوابرة في كل المراجع التي تحدثت عن الطفيله ما عدا بيك الذي لم يذكر الجوابرة إطلاقا  , و أضاف  أن الحميدات يذكرون أنهم من الشرارات من كلب القحطانية , و لم يبين هنا مصدر هذه المعلومة , أو كيف وصل إليها, وهذا  تعميم ينقصه التوضيح والمصدر الداعم ,   وعدد فروعهم , و قال من أقاربهم الشطناوي والذيابات في الرمثا ,  وعدد مراجع من بينها ( العشائر الأردنية و الفلسطينية وشائج القربى بينها ), لأحمد أبو خوصه  ( ص 185 )  ، و فردريك بيك  ( ص 489 ) ، وكتاب ( الطفيله الإنسان والتاريخ  ) لفوزي الخطبا  ( ص 105 ) , و كتاب  ( بلادنا فلسطين ج1 ق2 الديار الغزية ) لمصطفى مراد الدبَّاغ ص (546 ),  لكن أيا من المراجع المذكورة لم يتطرق لمثل هذا النسب للحميدات للشرارات ,  ربما التبس الأمر على الباحث فعمم نسب العوران الذي لم تجمع عليه المراجع ككل بل استمر ( يقولون و يذكرون ) , و هنا فإنه عمم الجزء على الكل , وهذا اجتهاد غير مقبول ,  و أورد " يذكرون " حماية لنفسه حيث ذكر " يقولون " ولكن من هم الذين يقولون وماذا قالوا بالضبط فعلمها في عقل المجتهد .
ثمَّ جاء المحامي طلال إبن الشيخ حسين البطانية في كتابه ( صفوة جوهرة الأنساب ) 2006 م والذي أورد فيه نقلا عمن سبقه فقال إن الشطناوي فرع من الحوامده , و أورد الرواية إياها, مضيفا أن الشطناوي قدموا من منطقة الشرارات و هذه إضافة نوعية لم نكن نعرفها, ولم يورد مصدر معلومته الجديدة ,  ويعودون بأصولهم إلى أقاربهم العوران من اللحاوية شيوخ الشرارات من بني كلب القحطانية , اعتمادا على رواية بيك الأولى التي تطوع بها من لا يعرف الكثير عن نسب و تاريخ الشطناوي كما بينا، كل هذه اعتمدت على التوفيق بين روايات تتعلق بالشطناويه لم يستمع احد لرواياتهم ( بل يبدوا إن هناك إصرارا على أن لا يستمع لروايتهم أو مناقشة روايتهم من أصحابها,  و لم يكلف أي من الباحثين  نفسه التدقيق والمقارنة بين الروايات المكررة , بل حاول كل أن ينتقى منها ما يروق له و يتفق مع مستوى إدراكه و بنيته النفسية والعقلية , و في رأي الثقات انه إذا وجدت روايات متناقضة فلا بد من البحث عن أدلة جديدة ترجح رواية على أخرى وإلا فإن الاجتهاد يكون مرتجلا بعيدا عن العلم و أصوله المتعارف عليها , وإذا كان الكاتب غير معني بالبحث عن الحقيقة , أو لا يستطيع بذل الجهد من أجلها فيقتضي الواجب أن ينقل كما ورد , و يجب أن لا نخدع بهذه الاجتهادات و كثرتها , فما هي إلا روايات أوردها بيك , وحاول اللاحقون تفسيرها دون أدلة إضافية , وإذا علمنا كما بينا أن الروايات التي تعلقت بالشطناويه والتي أوردها المرجع الأول بيك  جاءت ممن لا  يعرف إلا  القليل عن الشطناوي , وأن المعلومات عن الشطناوي كانت سطحية بعيدة عن الدقة , فان هذا يعطينا الحق بان نشك في  هذه الروايات والاجتهادات التي بنيت على أساس منها ، ليس ذنب الكتاب إذا لم يجدوا شيئا مكتوبا , ولكنه واجبهم أن يبحثوا عن أدلة جديدة تدعم اجتهادهم إذا أرادوا الإجتهاد , ويشيروا إلى أن ما توصلوا إليه هو اجتهاد قد لا يمثل الحقيقة .
 وقد كتب الدكتور العطار عندما تحدث عن الكلبيين وعدد الكثير من العشائر الأردنية التي ادعى أنها تعود لكلب  وتعد بالمئات و من بينها عشائر كبيرة لم يخطر ببال أحد أنها ربما تعود لكلب و من بينها الشنطاوي( هكذا أوردها ) معتمدا على الاجتهادات السابقة التي يتطوع كتابنا في طرحها دون روية , ولم يعلم هو وغيره أن قبيلة كلب قد أجمعت كل المصادر أنها ارتحلت للثغور وصعيد مصر ( من هذا الرجل الذي تجاسر على  خليفة المسلمين معاوية فقيل انه من قوم إذا نادي بهم قام مائة ألف رجل دون أن يسالوا لماذا , فقرر معاوية أن يبعدهم عن الشام ) .
ثم جاء دورالدكتور الصيدلاني عبد الرؤوف الروابدة في كتابه  ( معجم العشائر الأردنية ) حيث كانت إضافته مبتكره جديدة, فقد اجتهد أن سبب تسمية  الجوابرة الحلف من  سكان الطفيله,  ليست  بسبب سكنهم حول مقام الصحابي جابر الأنصاري كما يدعي أهل الطفيله , و لكنها جاءت من رجل اسمه جابر بن كعب  الشراري,  الذي قدم من الحجاز , والذي اكتشف الطفيله خاوية من السكان فاستوطنها و كانت له ذرية , واستقطب  القبائل للطفيلة كي يصد غزوات البدو , ثم ذاب نسله و لم يعد بالإمكان تميزهم و لا التعرف عليهم أو تحديدهم , و عدد قبائل الجوابرة المستقطبة  كما أوردهم غيره , بالرغم من أن من سبقه قد أشار إليهم كسكان متجذرين لا مستقطبين ,  وعندما وصل إلى عشيرة الشطناوي أضاف جديدا لم يسبقه إليه غيره حيث أفاد أن الشطناوي قد خرجوا من حلف  الجوابرة , و قد ورد ذكر للجوابرة عند بيركهارت عندما تحدث عن سكان الطفيله من قبيلة الجوابرة ,  وورد ذكر الجوابرة على أنهم سكان الطفيله حول المقام و يعرفون بني محمد  ( فوزي الخطبا  ص 109) ,  و قد أشار الخطبا إلى أن الجوابرة تضم كل سكان مدينة الطفيله  (الخطبا ص 105)  وكذلك ( القوابعه ص 89  ) , بينما يشير فوزي الخطبا إلى أن الحلف قد تشكل في نهايات القرن  الثامن عشر على يد رجل اسمه الشيخ حسن بن محيسن للوقوف في وجهه البدو , ثمَّ انقسم الحلف المسمى  حلف الجوابرة بعد قدوم العوران و انتزاعهم الزعامة من المحيسن في نهاية القرن الثامن عشر إلى حلفين  حلف الكلالده من الجوابرة متحالفا مع الكرك و بني عطية و حلف الجوابرة من بقية أهل الطفيله ( الجوابرة )  متحالفا مع الحويطات ( الخطبا ص 109)  ، أي أن هذا الحلف قد تشكل  بعد خروج الشطناوي من الطفيله حيث أنهم خرجوا في منتصف القرن السابع عشر , إلا إذا كانوا من ذرية الرجل بأثر رجعي ,  ثم واصل اكتشافاته المبهرة  بأن دمج الروايات فقال إن الشطناوي من الحميدات  هذا ما أورده  مصدر الرواية الأول  بيك, ولكنه أضاف أن أساس هذا الحلف رجل اسمه جابر وأكمل حديثه كما بدأه في غير موضع , و عاد لتأكيد أن الحميدات من جذام وبهذا اختلط الحابل بالنابل و لم يعد بمقدورنا معرفة المطلوب، إن التوفيق بين متناقض يحتاج إلى روية و أمانه و مقارنة الأدلة أو البحث عنها .
وقد أورد المحامي طلال البطاينه أن الجوابرة هم ذرية الصحابي جابر الأنصاري من سكان الطفيله , و الجوابرة  مجموعة من العشائر تحالفت  وكونت قبيلة وهم الحميدات (  في مناطق الطفيله وعابور وهم  أقارب أللحاوي من قبيلة الشرارات و البحرات  و الكلالدة )  ومن الجوابرة من  نزل يعبد و أم الزينات  وعراق المنشية  ,  و لهم أقارب في لبنان يقال لهم ألبزي ومنهم الجوابرة في عصيرا الشمالية  قرب نابلس و كذلك في كفر راعي قرب جنين ومن الجوابرة أيضا الخرابشة في السلط , يكاد المرء يحتار بكل هذا الكم من الخلط و الانتقائية و الاجتهادات المتناقضة.
إن هكذا كتابات لا تخدم العلم ولا يقوى عليها العلماء فهما أو اجتهادا.
إن الروايات  التي أوردها بيك متناقضة , محاولة البعض التوفيق بينها لن تولد إلا تناقضا, فكيف سيكون الأمر إذا أضفنا باطلا لا يستند إلى أي دليل  لحل ما أشكل, أفلا تكون النتيجة سلسلة من الأباطيل والتناقض, و لماذا يتطوع امرؤ للاجتهاد في نسب غيره دون الأخذ برأيه , أو حتى الرجوع إليه , إن الكتابة في الأنساب أمانة, وليست لغوا أو تهريجا .
لقد وصل سلف الشطناوي موسى الحامد الحامدي إلى الطفيله حاليا مع أقاربه الحوامدة ( جلوه ) بعد مذبحة الطنيبة الشهيرة في السموع وبرية الخليل حيث أقاموا فترة من الزمن , عقد الصلح مع العمر ( العمرو ) , فعاد أبناء علي الحامد إلى السموع وبقي أبناء موسى الحامد في الطفيله كي يتبعوا لاحقا , وبعد بضع سنين جاء أهل السموع للسؤال عنهم فقيل لهم أنهم ارتحلوا إلى عجلون , حيث ارتحل حمد وعقال وراشد ورشدان أبناء موسى الحامد , استمر راشد ورشدان في طريقهم إلى جرش , وأقام حمد وعقال في كثربا الكرك حيث التقوا بسلف السادة الخصاونة , وبعد العصيان والثورة , تغلب عليهم أغا الكرك فرحلوا إلى عجلون حيث توفي عقال في الطريق , ووصل آل الشطناوي إلى جرش و أقاموا في المنصورة فوق وادي سوف , اصطدموا مع سكان دبين حيث كان الشيخ محمود الحمد الموسى متدينا , فهاجر وأبناء عمومته إلى النبي هود وأم الناس في مسجدها , و بعد مدة ارتحل أبناء الشيخ محمود إلى بني عبيد وساندوا الشيخ ظاهر العمر الزيداني , كان محمد المحمود إماما , و بعد سقوط الزيادنه توارى الجمع و تخفوا في شطنا وإشعارهم  تشير إلى مرحلة ظاهر بشئ من التفصيل :
في واحد إسمه زيدان  كان حاكم بالمكان
بلاده من طرف حوران  من بيروت لحسبان
و كذلك
صلاة ربي على ولد عدنان واذكر سميه من بلد حوران
قاض بعكا راسخ الإيمان حدوده الشرع ويحكـِّـم القرآن
ميزان عكا والنبي سليمان  ربي هداهم من قديم أزمان
حقوق الرعية دوم مهما كان  ما تنقضي بالميل للسلطان
و كذلك
علي مزين نادينا عمره ما غدر بينا
راح الفتى والختيار والدنيا ضاقت بينا
حليفك غر وغيره فر  وصارت الكسره لينا
و قد اصدر الجزار ( الخصم اللدود لظاهر العمر الزيداني ) امرأ يقضى بان كل من يأوي زيداني مصيره الموت , وهناك ما يشير إلى أن أعوان ظاهر وعلي قد فروا إلى عجلون ، وقد أصبح و ضعهم بعد سقوط الزيادنه صعبا .
و قد اعتقد آل الشطناوي أنهم من ذرية الصحابي جابر الأنصاري رضي الله عنه وأنهم قدموا إلى البلاد مستنفرين عندما قرَّر القائد صلاح الدين تحرير القدس والأرض العربية من الفرنجة , وحاربوا متطوعين وكان عقيد القوم وصاحب الراية العقبي , هذا ما استطعت جمعه ولا زال البحث مستمرا لتحديد النسب و توثيقه . ( انتهت رسالة الدكتور الطبيب نواف الشطناوي المؤرَّخة في 27 / 4 / 2010 م )
***********
لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..
تلفاكس 4206999
البريد الإلكتروني
Ziad_1937@yahoo.com

******************
تحذير : ( لا يسمح بإعادة نشر حلقات هذه الدراسة أو أي جزءمنها أو تخزينها في نطاق إستعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من الأشكال دون إذن خطـِّـي ٍ مسبق ٍ من معدِّ الدراسة )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات