ماذا حقق الأردن خلال عضويته في مجلس الأمن ؟
استمعت بإعجاب كبير لسفيرة الأردن الدائمة في الأمم المتحدة دينا قعوار خلال حديث لها عبر إذاعة الأمم المتحدة نهاية الأسبوع، ولكم شعرت بالفخر والإعتزاز أن يكون لهذا البلد الكبير بشعبه وقيادته ، دور مهم في صياغة قرارات وبيانات صدرت عن مجلس الأمن خلال رئاسة وعضوية الأردن فيه على مدار عامين ( تنتهي نهاية كانون الأول ) .
ولا يخفى على المراقب ، أن أول قرار من نوعه يصدر عن مجلس الأمن بخصوص الشباب ، كان بمبادرة وأفكار أردنية خالصة ، ولنا في الجلسة التي ترأسها سمو الأمير الحسين بن عبد الله خير مثال على قدرة الأمير الشاب على التفكير الإبداعي ، والشاهد هنا ، هو تبني المجلس بالإجماع لقرار " الشباب والأمن والسلام " مما يعتبر سبقا أردنيا خالصا .
وإذا تطرقنا إلى مختلف المحاور التي كان للأردن دور عالمي فيها ، فإن بصمة الأردن كانت حاضرة في كل الملفات الساخنة حول العالم ، ولكي لا يقال بأننا نبالغ في هذا ، فإن عودة سريعة إلى الإنجازات الأردنية توضح أننا كنا فاعلين في جلها : ففي الملف السوري ، تبنى المجلس صياغة أردنية لثلاثة قرارات حول المساعدات الإنسانية ، وبخصوص اليمن ، كان للأردن دور مهم في صياغة القرار 2216 الذي تحدث عن عودة الشرعية وتسليم الحوثيين للسلاح والدعوة إلى السلم الأهلي والمصالحة الوطنية ، وكذلك الأمر بالنسبة لليبيا حول إرهاب داعش ، وكان أبرز ما تمكن الأردن من إنجازه بشأن القضية الفلسطينية هو البيان الذي تحدث عن غزة ولم يكن بالإمكان أكثر مما كان ، بسبب تشابك القضية ونفوذ الصهاينة وانحياز الغرب عموما لرواية الكيان العبري المجرم ، إلا أننا ، وفي غمرة مضي إسرائيل في تهويد الأقصى عمليا ، تمكن الأردن هنا من الدفاع بشراسة عن خطوطه الحمراء ، وإقناع المجلس بإصدار بيان صحفي حول القدس و " الحرم الشريف " إذ إن هذه الجملة " الحرم الشريف " وردت نصا في البيان بعد إصرار الأردن عليها ، وبالبيان وبالعزيمة الأردنية الصلبة تمكنا من وقف مشروع الصهاينة ، ولو إلى حين ، حيث إن محاولاتهم لتهويد الاقصى والقدس لن تنتهي بسبب أحلامهم التوراتية الخطرة .
وكما قلنا ، فإن الدول تقاس بإنجازاتها ، والأردن الذي يحظى باحترام العالم ، قادر على المضي إلى الأمام عزيزا حكيما فاعلا ، في وقت تعجز فيه دول كبيرة عن أن يكون لها مكان تحت الشمس في هذا العالم الذي يعمه الظلم والظلام ، ويكثر فيه دعاة الحرب والموت ، ويسود فيه أعوان الشيطان وأنصار الأعور الدجال .
د. فطين البداد