العشائر الأردنية ( إستفسر عن عشيرتك )
المدينة نيوز - إعداد : زياد أبو غنيمة
************
من بريدي الإلكتروني
حول نسب عشيرة الشطناوية
كنت قد نشرت في حلقة سابقة نبذة عن عشيرة الشطناوية في شمال الأردن وأشرت إلى الروايات التي وردت في بعض المراجع ( ذكرت أسماءها وأسماء مؤلفيها ) والتي تقول إن أصول عشيرة الشطناوي تعود إلى عشيرة العوران إحدى عشائر الحميدات من الجوابرة في منطقة الطفيلة ، أما إسم ( الشطناوي ) فقد غلب على إسمها الحقيقي ( العوران ) لأنها سكنت بعد إرتحالها من الطفيلة في قرية ( شطنا ) في شمال الأردن ، كما نشرت في حلقة سابقة تعقيبا من الدكتور الطبيب نواف الشطناوي ينفي فيه صحة الرواية التي تردُّ عشيرة الشطناوية إلى عشيرة العوران من الحميدات من الجوابرة في منطقة الطفيلة ، ويُـرجِّـح الدكتور الشطناوي أن معظم الكتب التي أوردت هذه الرواية نقلتها عن كتاب فريديريك بيك دون تمحيص ، وقد تلقيت على بريدي الإلكتروني تعقيبا مطولا من الدكتور الطبيب نواف الشطناوي فيه إضافات جديدة ، وقد رجوته أن يتلطف بإعادة صياغته بشكل مختصر بما لا يؤثر على صلب موضوعه ، فبعث مشكورا بهذا الملخص أنشره كما وردني :
الأخ الفاضل زياد أبو غنيمة المكرم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد : أعترف بأن ما قدمته لكم من بحث كان مستفيضا , وسأحاول أن ألخصه دون المساس بالجوهر, و تقبلوا فائق الاحترام .
الدكتور نواف شطناوي
مناقشة ما كتب عن الشطناوي
لأن إسم الشطناوي يعتبر حديثا , فقد كان فردريك بيك أول من جاء على ذكر الشطناوي لأول مرة عام 1934م (1), ذكرهم بيك في عدة مواقع من كتابه , ونقل عنه التابعون إما حرفيا أو ببعض التصرف و المواءمة بين الروايات أو تفسيرها , والبعض حاول الاجتهاد بناء على تلك المعلومات دون بينة جديدة أو أدلة جديدة ، ولذلك جاءت اجتهاداتهم متناقضة لمن يدقق بكل من المراجع التي اعتمدت على بيك أواللاحقة له .
أورد بيك أن الشطناوي قد استقرُّوا في حواره و شطنا عام 1934م (2) .
- إن منطقة استقرار الشطناوي عام 1934م هي حواره والصريح والنعيمة وأيدون (3)
- رحل الشطناوي عن شطنا حول عام 1860م , أي أنه لم يبق للشطناوي أية بقية عام 1934م (4) ، إغفال مناطق تواجدهم الصحيحة والاعتقاد أنهم كانوا عام 1934م في شطنا يدل على أن من تطوَّع بالمعلومة لم يكن على علم كاف بواقع حالهم .
أورد بيك أن الشطناوي قد هربوا عندما دخل العدوان إلى عجلون (2) , يروي بيك أن العدوان قد دخلوا عجلون عام 1812م(5) , من المؤكد أن الشطناوي قد استمر و جودهم في شطنا حتى عام 1860م تقريبا (4) , ولا يوجد ما يؤكد دخول العدوان إلى شطنا , كما أن الشطناوي لم يكونوا وحدهم في شطنا و لم يتحدث أحد عن قصة الهرب تلك .
ويفيد بيك أن ظاهر العمر الزيداني قد هاجم العدوان عام 1760م بقيادة قاسم السعيد , حيث قتل أخيرا قاسم السعيد وتشتت جمع أنصاره (6) , و لا يعد هذا هربا بل هي هزيمة في معركة , أما الهرب فيعني أنهم لم يواجهوا وهو اتهام يحمل في طياته السلبية ، فهل كان المطلوب أن ينتصر الشطناوي وهم بضع اسر على قبيلة مشهود لها بقوة البأس .؟
تواجه العدوان وابن عسرة عند مخاضه كنعان , انهزم بها ابن عسرة إلى بيسان القريب منها كوكب الهوى (7) , لم يذكر أن لسلفنا علاقة بذلك .
أورد بيك أن الشطناوي قدموا من الطفيله وسكنوا شطنا قبل 150 عام من 1934م (2) .
أورد بيك أن الشطناوي قد قدموا من كثربا – الكرك وسلف الخصاونة , بعد الخلاف مع الأغا والعمرو , واستقرُّوا حول سوف (عين الشعرة حوالي 50 عاما) , رحلوا اثر حادثة السلوط والحجايا إلى الحصن (8) .
أفادت رواية الشطناوي أنهم قدموا الطفيله من السموع وبرية الخليل ثمَّ إلى كثربا الكرك ثمَّ إلى المنصورة- سوف ثمَّ النبي هود ثمَّ الحصن ، وبعد سقوط دولة الزيادنه تخفوا في شطنا خوفا من ملاحقة الجزار ، انتهت دولة الزيادنه عام 1775م وهي تتزامن مع 150 عام التي أوردها بيك للإستيطان في شطنا.
أفاد شقيرات أن سلف الخصاونة كان يقطن وقتئذ في أيدون عام 1763م (9) , مما يدل على أن خروجهم من الكرك كان حول 1700م , وحيث أننا لا نعلم الفترة الزمنية التي قضوها في كثربا فان خروجهم من الطفيله كان قبل 1700م وليس 1775م كما ذكر بيك , وقد أيد هذا التوجه الطاهر عندما قال : " والغالب أن خروج الشطناوي كان حول منتصف القرن السابع عشر اثر خلافات الكرك " (10) .
لم يخرج الشطناوي من شطنا إلى سوف ولكن جاءوا من حول سوف قبل شطنا , و لم يأتوا من الطفيله إلى شطنا قبل 150 عام ولكنهم تخفوا في شطنا قبل 150 عام من تاريخ 1934م , لم يهرب الشطناوي من شطنا , بل رحلوا بعد إقناعهم بضرورة ذلك , و لم تهاجمهم قبيلة في شطنا , ولكن الذي هاجمهم وأحرق شطنا هو متسلم عجلون ( حاكمها )
نلاحظ أن روايات بيك متناقضة في مواقعها المختلفة في نفس الكتاب, وأن الكثير من رواياته لم تصمد أمام التحقق , فيما تعلق بالواقع والتاريخ القريب , فكيف سيكون الأمر فيما تعلق بالأصول ؟
أورد بيك أن الشطناوي فرع من العوران (2) , و لكنه في موقع أخر أفاد بان الحميدات عشيرة كبيره خرج منها فرع هو الشطناوي (11) .
بالرغم من أن المعلومات التي جمعها بيك في الطفيله قد تضمنت تفاصيل العشائر التي تضمها الحميدات ومن خرج من فروعها , إلا انه لم يقر أهل الطفيله بان الشطناوي فرع من أي من مكونات الحميدات , ولكنهم خرجوا من المظلة الأكبر الحميدات قبيلة كانت أم حلفا (11) .
ولقد حاول اللاحقون دمج الروايات أو التوفيق بينها أو الاجتهاد بناء عليها , دون أدلة جديدة تسمح بدمج الروايات أو الاجتهاد , ولقد ذهب بعضهم بعيدا في اجتهاداته المتناقضة فنسب الحميدات إلى أكثر من جذر بنفس الوقت , وزاد بعضهم بان حاول تفسير تسمية الجوابرة , بالرغم من أن الطاهر و الخطبا نقلا عن الطاهر قد أفادوا أن حلف الجوابرة قد تكون في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر على يد رجل من أهل الطفيله اسمه الشيخ حسن بن محيسن لصد غزوات البدو (12) , ولم تتحدث المصادر أن الطفيله قد خلت من السكان , وأن القبائل التي سيطرت على الطفيله كانت عرب الأمير محمد من بني عقبه في القرن السادس عشر, ألوحيدي في القرن السابع عشر , ثمَّ العمرو ثمَّ الحجايا ثمَّ الحويطات في القرن التاسع عشر, وأن عشائر الطفيله الحالية بأسمائها قد تشكلت منذ القرن السابع عشر , و لم تتحدث المصادر أن الطفيله كانت خاوية من السكان حتى يأتي رجل ليكتشفها , وتكون له ذرية ويذوب نسله حتى لا يمكن التعرف عليهم , ويستقطب القبائل لصد غزوات البدو , ما تؤكده أحداث الطفيله والمصادر أن رحيل الشطناوي قد تزامن مع الأحداث التي شهدها الجنوب والتي تعلقت تحديدا بصراع الوحيدي والعمرو القادمين من الحجاز (13) .
المراجع
1- فردريك بيك تاريخ شرق الأردن وقبائلها , ط1 عام 1934 , تعريب بهاء الدين طوقان .
2- بيك ص 387 .
3- د هند أبو الشعر, إربد و جوارها ـ ناحية بني عبيد ص 93 , سجلات الأراضي . رواية الشطناوي
4- المحامي أيوب سواقد ص 27 , كتيب من إعداد عادل دحابرة ص 4 , رواية الشطناوي , رواية شطنا.
5- بيك ص 238.
6- بيك 237 .
7- بيك 234 .
8- بيك ص 394 , 397 .
9- احمد شقيرات , مجلة أفكار 177 , تموز 2003 ص 81 .
10- علي نصوح الطاهر 1936-1969 , من تاريخ القبائل العربية في الأردن مخطوط ص 523 , ص 675-676 إحسان النمر تاريخ نابلس و البلقاء ج2 ص86 .
11- بيك ص 489 .
12- عمر رضا كحاله , معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ج2 ص 593 , عبد الحكيم الوائلي موسوعة قبائل العرب ج4, ج2 .
13- الخطبا ص 105, ص 108-110, الطاهر ج2 ص 396, 395, ص 523, ص 252, ص 401, بيركهارت ص 219-221, البدو ج2 ص 403, الخالدي الصفدي , لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني ص 246,245, 27, 26, دفتر طابو لواء الشام رقم 401, رقم 270, لواء عجلون رقم 970, رقم 185, رقم 266, احمد شقيرات , الزعامات المحلية ص 133, , فايز أبو فردة من تاريخ القبائل في فلسطين والأردن ق2 ص 425, 453, بولس نعمان , خمسة أعوام في شرق الأردن ص209-210, علي نصوح الطاهر , جوامع النسب في قبائل العرب مخطوط ص 131, المهيدات ص 229, أبو خوصه ج1 ص 300, حنا عماري ص 158, ص 330, احمد الجابري , عراق المنشيه ص 5, فاروق سريحين , الرمثا و لوائها ص 269, د رءوف أبو جابر قصة عائله, الجز يري , درر الفوائد المنضمة في أخبار الحاج و طريق مكة المكرمة ص 493, 511, 516, الإكليل للهمداني ج10ص 193, شهداء على ارض الأردن المستطابة ص 11, ابن كثير البداية و النهاية ج4 ص241, جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج1 ص249,217, الدوري العرب و الأرض في بلاد الشام في صدر الإسلام المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام 1974, ص 25 المحامي طلال البطاينه ص 105, ص77
*******
لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..
تلفاكس 4206999
البريد الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
ص ب 927666 الرمز البريدي 11190
*****************
تحذير : ( لا يُسمح بإعادة نشر حلقات هذه الدراسة أو أي جزء منها أو تخزينها في نطاق إستعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من الأشكال دون إذن خطـِّـي ٍ مسبق ٍ من معدِّ الدراسة )
**************
تنويه ... ورجاء
• أما التنويه: فإن هذه الدراسة التي استغرقني تحضيرها عدَّة سنواتٍ هي حصيلة جهد فردي غير معصوم عن الخطأ أو النسيان ...
• وأما الرجاء: فأرجو من كل من يجد في هذه الدراسة خطأً أو نقصاً في معلومة أن يعذرني وأن يتلطَّف بتصويب الخطأ أو بإكمال المعلومة الناقصة، أو بإضافة معلومة جديدة .
*********