النواب والموازنة .. حركات " قرعى "
غاب عشرات النواب عن جلسة التصويت على الموازنة ( 40 نائبا ) في هروب مذموم كان يفترض أن يمارس المتغيبون تصرفا ضده تماما ، ويسمعوا زملاءهم والشعب الأردني أصواتهم ، أو رفضهم ، أما أن يغيبوا احتجاجا على التصويت فهو أمر أضر بهم أولا ، وفتح الباب واسعا أمام إقرار الموازنة بدون أي عقبات.
لأول مرة في تاريخ الموازنات الأردنية يتم إقرار موازنة مالية بدون نقاش تحت القبة ، والإكتفاء بنقاشات اللجنة المالية التي تستحق أن نقول إنها لم تدخر جهدا في نقاشاتها ، ولكن أن يتم إقرارها بدون أي نقاشات مفتوحة ، فهذا أمر مستغرب ومستهجن ، وكان يفترض أن لا يكون ، لأن عشرات النواب لم يحضروا أو يشاركوا في نقاشات اللجنة المالية ولا يعلمون عن نقاشاتها شيئا ، وكان من الأولى أن يتعرف الأردنيون على وجهة نظرهم ، وهو ما لم يحصل .
الرافضون للموازنة ممن غابوا عن جلسة التصويت أرادوا أن يسجلوا نقاطا في سجلاتهم دون أن يحسبوها " صح " لأن الغياب عن استحقاق كهذا يعني هروبا وتخليا عن مسؤولية نيابية يفترض أن لا يستخف بها النائب " الغائب " لصالح القول : إن إقرار الموازنة تم بغيابه وبدون موافقته .
لقد أقرت الموازنة بما فيها من مصائب وويلات ، وإن النواب الذين غابوا عن التصويت هم كالنواب الذين أقروها ، ولن تفلح محاولاتهم إقناع الشعب الأردني أنهم رفضوها ، لأن من يرفض عليه إعلان ذلك عند التصويت " الرسمي " ، وليس في المؤتمرات الصحفية أو على صفحات الفيس بوك .
د.فطين البداد