مجالس المحافظات عاطلة عن العمل بقرار حكومي
من المنتظر أن يجتمع رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز خلال اسبوع مع مجالس المحافظات لتدارس شكاوى هذه المجالس ومطالبها .
اللقاء سيكون عاصفا كما هو متوقع ، بسبب أن مجالس المحافظات ، وهي منتخبة بالمناسبة ، لم تنجز شيئا حتى الآن ، رغم مضي عام عليها ولأسباب سنذكرها في السياق .
لما تلخصت مهام مجلس أي محافظة بأقرار المشروعات ، والخطط المحالة اليه من المجلس التنفيذي كما تقول المادة الثامنة من القانون ، وكذلك : " إقرار مشروع موازنة المحافظة ضمن السقوف المحددة في الموازنة العامة ، وأيضا وضع دليل لاحتياجات المحافظة واقرار المشاريع الخدمية والمشاريع التنموية والاشتراك مع محافظات اخرى بمشاريع مشتركة " فإنه يتبين لنا بأن مهمة مجالس المحافظات هي مهمة كبرى، سيتم بها الإحاطة بهموم كل محافظة على حدة ، وبوضع الحلول للمشاكل في لامركزية محمودة مع المجالس المحلية والبلدية ، فيتم وفق ذلك ترجمة الأحلام الى خطط والخطط الى مشاريع تنفيذية يلمس الاردنيون نفعها وأثرها على أرض الواقع ، وهو المقصود اصلا من وجود هذه المجالس وأخواتها .
إلا أن المحبط في الأمر هو أن الحكومة السابقة ألغت كل المشاريع التي انتهت مجالس المحافظات من إعدادها وبعضها مشاريع طرحت عطاءاتها وأخرى لم يبق منها الا توريد الدعم المخصص لكل مجلس، وفق رؤية ودراسة تنظرها الحكومة ، غير أنهم في المجالس ، وكما يقول أحد روسائها في لقاء بالفيديو بثته المدينة نيوز من العقبة ، فوجئوا بكتب رسمية من وزارات تلغي المشاريع التي كانت مقررة خلال العام 2018 ، ولدى التحري عن الأمر تبين بأن الحكومة الحالية ألغت كل المشاريع التي أقرت موازناتها في العام 2018 ، حيث وقع جلالة الملك على الموازنة منتصف كانون الثاني ، وهي المرة الأولى التي يتم فيها توقيع الموازنة بهذا الوقت المبكر ، فانتهاء الانتخابات ووجود مجالس المحافظات يحتم اقرار الموازنة لتستفيد منها جميع المحافظات ـ إلا أن المجالس فوجئت بأن كل المشاريع تم ترحيلها للعام الحالي 2019 ، اي أن عاما كاملا من الاجتماعات والدراسات والعطاءات ذهب أدراج الرياح ، لمجرد أن ذهبت حكومة وجاءت أخرى ، وكأن المزاجية باتت راسخة في العقلية الحكومية سواء كانت سابقة أم لاحقة .
كما وتبين بأن مجالس المحافظات هذه ، ضائعة بين وزارات مختلفة كلها تدعي المسؤولية عنها ، فالداخلية تقول إن هذه المجالس من اختصاصها ، والتنمية السياسية تقول ذلك ، ووزارة التخطيط تقول نفس الكلام ،ويظهر لنا أن كل شيء كان مجرد مضيعة للوقت والجهد ، وأن مجالس المحافظات لم تفعل شيئا ، وما على هذه المجالس منذ الآن إلا أن تبدأ بإعداد خططها الجديدة أو على أقل تقدير انتظار تنفيذ ما خطط له للعام الفائت في العام اللاحق ، لتضيع سنة كاملة بدون اي عمل .
قبل ايام اجتمع جلالة الملك برؤساء الوزارات السابقين ، وكل رئيس أدلى بدلوه في كل ما يتعلق بالشأن العام ، وما تسرب من اللقاء لم يتضمن أن أيا من رؤساء الحكومات ناقش اللامركزية وتفرعاتها ، بل انصب اغلب الحديث على توجيه النقد يمينا وشمالا دون أن يقول هؤلاء الرؤساء أنهم كلهم وبدون استثناء يتحملون وزر ما نحن فيه الآن فهم الحكام الرئيسيون وكل بلاوي البلد يجب أن توضع في رقابهم جميعا إلا من رحم ربي منهم .
ترى : هل ترجم رؤساء الحكومات خطب العرش السابقة ، وهل ترجمت الحكومات اللاحقة أوراق الملك النقاشية .. . اسألوا مجالس المحافظات العاطلة عن العمل منذ عام ،" فعند جهينة الخبر اليقين" .
د.فطين البداد