الضجة التي اثيرت على نتائج التوجيهي
لم اكن ارغب في الحديث عن نتائج التوجيهي بسبب كثرة ما قيل فيها ، ولكن استمرار الضخ الاعلامي المشكك بنتائجها دفعني للكتابة عنها وهو موضوع يستحق المتابعة :
استغرب ايما استغراب ، أن تكون حركات طلابية مشهود لها بالدفاع عن الطلبة على رأس المشككين بالنتائج ولاسباب غير معروفة بالنسبة لي على الأقل .
ففي بداية الامر ، وحال اعلان النتائج اصدرت هذه الجهات بيانات اعتبرت فيها ان علامة " 100 " التي حصل عليها احد الطلاب غير دقيقة ، ثم ما لبثت ، أن بدأت بضخ سيول من الانتقادات ، تارة عن العلامات ، واخرى بمقارنة هذه العلامات مع سنوات سابقة ، وثالثة باتهامات استغربها فعلا ، من قبيل الخوف ان يكون الطلبة قد وقعوا ضحايا مراكز قوى في الحكومة ، وكل ذلك بسبب حصول 299 طالبا على ما فوق 99 % ، وحصول 1075 على معدل 98 % فما فوق وهلمجرا .
إذا كانت المشكلة تتخلص في الخوف من وجود مشاكل في القبول الموحد، في كلية الطب وغيرها ، فإن هذا عذر اقبح من ذنب ، إذ إنه من غير المنطقي أن نراعي أوضاع طلبة في الدراسة الجامعية على حساب طلبة تمكنوا من اجتياز الامتحانات بقوة وحصلوا على هذه المعدلات المهمة ، ومن بينهم هذا الذي حصل على معدل الـ 100 % ، أم يريد منتقدو النتائج أن " تخسف " الوزارة علامات الطلبة المتميزين من اجل أن يتمكن غيرهم من الذين حصلوا على معدلات اقل من دخول الجامعات .. هل هذه عدالة ، من يقول بذلك ؟؟ .
من حق الطالب الذي حصل على 100 % أن يتحصل عليها أيا كانت التبعات ، وقس على ذلك المئات ممن تحصلوا على 99% فما فوق وغيرهم ، وإذا كانت هذه النتائج غير مرضية للبعض ، فإن من واجب الدولة أن لا تلتفت لمثل هذه الانتقادات وإن عليها ان تفتخر بهؤلاء الطلبة المتميزين المبدعين الاذكياء ، لا أن يتم احباطهم وقتل تفوقهم واندفاعهم نحو الحياة والابداع .
كل عام يتخرج من الجامعات حوالي 50 ألف خريج ، وهو عدد مهول نسبة لعدد السكان ، ومخيف نسبة للوضع الاقتصادي ، وهذا صحيح ، ولكن الاصح أن لا نخاف من هؤلاء
الخريجين ، بل علينا أن نفاخر بهم ، فميادين العمل ليست مقتصرة على القطاع العام ، ولا على القطاع الخاص في الاردن ، حيث هناك قطاعات عامة وخاصة عربية واجنبية ، والوضع الاقتصادي يتفاوت بين دولة واخرى ، وقارة واخرى ، ولا يجوز بالمطلق ان يتبادر الى الذهن أن الوزارة رفعت المعدلات لتقليل اعداد الخريجين ، وبهذه المناسبة ، فإني اعتبر ما قامت به وزارة التعليم العالي بخصوص التوجيهي لهذا العام ابداعا يستحق الثناء.
أيا كان الأمر ، فإن تكريم هؤلاء المبدعين من الاوائل واجب على الجميع ولقد كرمهم جلالة الملك والتقاهم ، ومن هنا يجب ان نبدأ حكاية التميز بعبارة " كان يا ما كان " لا أن ننهيها على طريقة : " طار الطير الله يمسيكم بالخير " . .