لماذا يحقد نتنياهو على الأردن ؟؟

لعل رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي " ربما مؤقتا " بنيامين نتنياهو يمم وجهه شطر الشرق لقراءة الفرح الاردني بسقوطه في الانتخابات ، أو على الأقل عدم تمكنه من تشكيل حكومة جديدة بعد حصوله مع انصاره على 59 مقعدا فقط بينما حصل معارضوه على 57 ، ما يجعل من النسبة المطلوبة " 61 " بعيدة المنال عن الليكود وأنصاره من الاحزاب الأخرى إلا إذا وقعت معجزة وانشقاقات وهو ما يعمل عليه الآن .

آخر المعلومات قالت إن أعضاء في الليكود طلبوا منه مساومة القائمة العربية الموحدة - والتي حصدت 4 مقاعد - في الدخول إلى الحكومة ، لكون القائمة الموحدة باتت " بيضة القبان " لأي من المعسكرين ، والهدف ، كما يقول العارفون ، هو منع صدور تشريع ضده يعتزم خصومه طرحه في الكنيست يحظر على من وجهت اليهم اتهامات جنائية بتشكيل الحكومة .

وبرغم متاعب نتنياهو ووقوفه على شفا جرف هار رأيناه يمم شطر الأردن لعلمه بالارتياح الأردني لعدم نجاحه ، وهو - من أجل ذلك - لم يجد من وسيلة انتقامية سوى منع تزويد عمان بالمياه .

والقصة وفق صحيفة هآرتس ، فإن نتنياهو رفض طلبا اردنيا بتزويد الأردن بالمياه رغم توصيات سلطة المياه الصهيونية بإجابة الطلب ، لكنه " ركب رأسه " ورفض الاستجابة ، على خلفية التوتر الأخير .

وإذا أردنا استعراض علاقة نتيناهو مع الاردن فإننا لن نتمكن في هذه المقالة ، خاصة وأن هذا الشخص الفاسد المطلوب للعدالة بتهم رشوة واختلاس وسرقة ، تسنم موقع رئاسة الحكومة الأسرائيلية لمرتين مسجلا أطول فترة لرئيس وزراء صهيوني على دفة الحكم ولكثرة مواقفه القذرة ، وعلى ذكر المياه ، فإن نتنياهو هو الذي عطل مشروع قناة البحرين التي تربط البحر الأحمر بالميت نكاية بالأردن ولأسباب اخرى ، حيث إن هذا المشروع من شأنه أن يخفف من حاجة الأردن للمياه بسبب محطة التحلية التي كان مقررا إنشاؤها في الجانب الأردني من العقبة ، حيث جرى الاتفاق أن يقوم الاردن بتزويد ايلات بالمياه نظير تزويد اسرائيل للمحافظات الشمالية الأردنية بحاجتها من المياه من خلال بحيرة طبريا .

ولمن لا يعلم ايضا ، فإن تزويد الأردن بمياه من بحيرة طبريا ليس منة إسرائيلية على الأردن ، بل لكون هذه المياه انحدرت من الشعاب الاردنية إلى البحيرة ، وهي مياه أردنية مخزنة في طبريا بموجب اتفاقية وادي عربة التي تحدثت عن ذلك صراحة في ملحق المياه ، أي أن تزويد الاردن بالمياه سيكون من حصة الأردن الطبيعية بالاساس، ولكن هذا اللص يرفض الاستجابة لاسباب تتعلق بعنصريته وحقده على الأردن ملكا وحكومة وشعبا بسبب الموقف الصلب الذي يتخذه الأردن حيال كل ما يتعلق بحل الدولتين والقدس والحقوق الفلسطينية عموما ، يضاف الى ذلك استرداد الاراضي الاردنية في الباقورة والغمر وغيرها .

وربما لا يعلم كثيرون بأن هناك سببا آخر لحقد نتنياهو على الأردن ، حين يعلم القارئ الكريم أن نتنياهو وبتاريخ 21 آذار من عام 1968 تم تمريغ شواربه بالتراب حينما كان ضابطا مشاركا في معركة الكرامة .

حمى الله الاردن .

د . فطين البداد