تقرير : الاردنيون مدمنون على التدخين .. لماذا ؟
لم نفاجأ بما قاله تقرير صحي معتمد من أن 82 % من الاردنيين الذكور مدمنون على التدخين ، ومبعث عدم استغرابنا ما بات معروفا عن أن الاردن يحتل المرتبة الأولى عالميا بنسب التدخين .
اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي صادف الاثنين الماضي بعث بمعلومات ورسائل صحية غاية في الخطورة ، تتمحور حول انتشار كورونا وعلاقة هذا الفايروس بالمدخنين الذين يعانون من انسدادات رئوية يفاقم كوفيد 19 من مشاكلها وبالتالي حدوث الوفيات المرتفعة عبر العالم .
في الاردن ، مصاعب اقتصادية شتى يعانيها الناس ، على رأسها ما قلناه في مقالة الاسبوع الماضي عن أن واحدا من بين كل اثنين من الاردنيين عاطل عن العمل بسبب كورونا ، ليجيء هذا الاسبوع وعبر تقرير رسمي أيضا ويؤكد حقيقة ادمان 82 % .
عوامل كثيرة لن تسعف الباحثين - جهودهم مشكورة - في أيجاد طريقة لتخفيض نسبة المدخنين ، فبالاضافة الى القوانين التي تحظر التدخين في الاماكن العامة والتي لا يعيرها أحد اهتماما في الغالب ، يضاف اليه رسائل التوعية واثر كورونا في زيادة الوفيات بين المصابين المدخنين ، فإن هناك عوامل تساعد على الاستمرار في التدخين وعدم التفات الناس الى جدوى الاقلاع ، إن لم نقل جدوى الحياة نفسها في بعض الحالات الشاذة: إذ يكفي أن نعلم بأن الاردن سجل خلال العام 2020 أعلى حالات انتحار في تاريخه حيث وصل العدد الى 152 حالة بزيادة 33 حالة عن عام 2019 ، ومن أجل ذلك وغيره ، حسم المتخصصون من علماء النفس والاجتماع أن سبب هذه الزيادة يعود لدوافع اقتصادية واجتماعية .
صحيح أن أعداد المنتحرين مرعبة ، ولكن إدمان 82 % من الاردنيين على التدخين هو أكثر رعبا .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد