المغتربون الأردنيون و" المياه "
طلب غريب عجيب نسب إلى شركة حكومية عبر الانترنت قبل أن تعود وتحذفه ، ويتعلق بالمياه في الأردن .
الطلب ليس روتينيا اعتاد عليه الناس من مثل التوفير في المياه وعدم غسل السيارات والحدائق وشطف الأرصفة والجدران وغيرها ، بل تعلق هذه المرة بالمغتربين .
الشركة طلبت من المغتربين الاردنيين الذين يعودون لقضاء الصيف عند أهلهم واقاربهم في الأردن ضرورة ترشيد المياه خلال تواجدهم في البلد .
بالمناسبة : الكلام جدي وليس للتفكه .
وقالت في منشورها : " المي عالقد ، أهلنا المغتربين الكرام لا يخفى عليكم أن الاردن يمر بوضع مائي حرج هذا الصيف ، ترجو الشركة منكم استخدام المياه بكفاءة عالية وضرورة ترشيد الاستهلاك " .
تخيلوا أين وصلت الأمور ، وتناست الشركة والحكومة ذاتها أن المغتربين يعودون إلى بلدهم ليرتاحوا من وعثاء الغربة ونكد الضغط وزحمة الواجبات ، يعودون لترتاح أعصابهم بعد عام من الكد والجد والعمل والشعور بالوحدة في اغلبهم ، وأنهم هم الذين ينفقون على البلد بحوالي 4 مليارات دولار سنويا ، وهم بذلك لهم اليد الطولى في المساهمة بنسبة محترمة من توفير العملة الصعبة ، ويأتي بعد ذلك من يطلب منهم أن يقتصدوا في المياه لأن المياه " عالقد " كما جاء في الدعوة العجيبة .
أي ان الشركة تريد أن تقول للمغتربين : "حول مصاريك بس خليك بعيد لأنه أنت شخصيا ما بدنا اياك .. ما عنا ماء نسقيك والماء عندنا عالقد " .
هذا بدل أن تقوم الحكومة بإحياء مؤتمر سنوي وإقامة حفل طنان رنان ترحيبا بهؤلاء لترسيخ انتمائهم وحسهم الوطني ..
الدعوة تم حذفها ، ولكنها لم تحذف من ذاكرة المغردين الذين يستقبلون احباءهم هذه الايام بعد سنوات من الكدح والمرمطة والتخفيف من البطالة ومن أجل تحويل تعبهم إلى الدولار ورفد بلدهم بعملة صعبة يحافظون فيها على استقراره النقدي والاقتصادي والاجتماعي .
كان يفترض أن تقول الحكومة لهؤلاء : مرحبا بأبنائنا المغتربين وإذا لم تكفكم مياه ينابيعنا فإننا نسقيكم من ماء عيوننا ، وليس : " المي عالقد " ...
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد