شتاء الفقراء في الأردن
ليس مستغربا أن تكثر الشكاوى من توقف معونات وزارة التنمية عن مواطنين كانوا يحصلون عليها ضمن عشرات الآلاف الذين تصرف لهم معونات شهرية من الصندوق .
هذه الأسطوانة بدأنا نسمعها مع حلول كل شتاء ، حيث تكثر هموم الفقراء والمحتاجين الذين يطل عليهم زائر ثقيل بالنسبة لهم اسمه : البرد والروماتزم ونقص التدفئة والقوت وغيره ، مع أنه زائر جميل وفصل خير وبركة على الناس وعلى من يقدر على متطلباته .
ليس مطلوبا من صندوق المعونة الوطنية أن يمنح أموالا لكل من هب ودب ، وحسنا يفعل عندما يجري مسوحا ميدانية لمعرفة المستحقين من غيرهم ، ولكننا وفي أحيان كثيرة ، نسمع عن ظلم وقع على عائلات تم قطع معونتها بدون إحم ولا دستور ، ونظرة سريعة إلى حجم الشكاوى التي تصل الصندوق يتبين بأن هناك أخطاء ترتكب يجب تصحيحها .
مطلوب من الصندوق أن يقدم مساعدات طارئة للفقراء الذين يتضررون من الأحوال الجوية ، وأن يوجد آلية لذلك اعتبارا من الآن لكي يكون جاهزا عند الحاجة ، وإذا كان الأمر مقتصرا على المسجلين رسميا فسوف يذهب الآلاف من المحتاجين في خبر كان ، لأن إجراءات الكشف والمتابعة الميدانية والتشييك الألكتروني على أحوالهم المادية والموافقات البيروقراطية وغيرها ستكون مانعا طبيعيا ضد مساعدة هؤلاء وقت ما تقتضي مساعدتهم الفورية ، وعلى الصندوق ومنذ الآن ، وضع آلية أسرع مما هو متبع لمساعدة المحتاجين من الفقراء المسجلين وأيضا غير المسجلين في الظروف الطارئة .
هل نصل إلى هذا المستوى من الخدمة كما يحدث في الدول التي تخطت هذه العتبة ، أم أننا سنظل نوقف المساعدات المقررة ونضرب عرض الحائط بكل التوصيات التي توجب متابعة أوضاع المستحقين بطريقة أفضل مما هي عليه الآن ، وكلنا أمل في أن القيادة الجديدة لوزارة التنمية والتي تسلمت الدفة في التعديل الأخير ستنظر في هذه المسألة .
الشتاء قاس على الفقراء ، فما بالكم لو كانوا جوعى ، أو من أولئك الذين ( لا يسألون الناس إلحافا ) كما وصفهم القرآن الكريم ..
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد