الذهب المكتشف في وادي عربة
لم يكن مفاجئا أن تعلن شركة سولفيست التركية للتعدين عن وجود كميات تجارية واعدة من الذهب جنوبا في منطقة أبو خشيبة بوادي عربة ، وكذلك ما كشف عنه جيولوجيون مؤخرا عن أن النحاس في أماكن تواجده تصل مقدراته بالمليارات ويتعمق إلى عشرات الأمتار اعتبارا من السطح لغاية 30 مترا فأكثر .
ويذكرنا تصريح الشركة بخامات الذهب التي كشف عنها قبل سنوات في وادي عربة ، حينما أحدث ذلك ضجة ، قبل أن يحبط أحد المسؤولين الناس - آنذاك - بحديثه عن أن الكميات غير تجارية وهو ما تنقضه تقارير الشركة التركية حاليا ومراسلات الحكومة والنواب في برلمانات سابقة ، وكذلك ما كشفته شركة أجنبية أخرى عن أن منطقة البحر الميت ليست سوى بحيرة من النفط ، وأن الخام المكتشف فيها يعتبر تجاريا بامتياز قبل أن تبدأ حكومة سابقة الحديث عن أن اكتشافات الشركة المذكورة عن نفط البحر الميت غير دقيق بل وإنهاء العقد من طرف واحد ما دفع الشركة إلى مقاضاتها في محاكم أوروبية وفق شروط العقود الموقعة .
وقياسا على ذلك ما قيل عن اليورانيوم الذي تكشف الخرائط الفضائية أنه متواجد في الأردن بكميات مذهلة وتجارية ، قبل ان ينفي مسؤولون في هيئة الطاقة الذرية قبل سنوات أنه بكميات غير تجارية وأن استخراجه أو استخراج الكعكة الصفراء منه ليس سهلا ، مع أنه بُدئ - مؤخرا - بالعمل على ذلك فعليا .
كما لا يغيب عن الذاكرة كميات اليورانيوم الموجودة في الفوسفات الأردني ، وكيف أن دراسة بيئية أجرتها الوزارة المختصة إبان قيادة الوزير خالد الايراني لها كشفت بأن اليورانيوم ، ومن كثرته حتى على سطح الأرض ، يلوث البيئة في الرصيفة والحسا ويشكل خطرا على السكان ، وهنا ننوه بأن هاتين المنطقتين هما المعروفتان بمناجم الفوسفات تاريخيا ، حيث توقف استخراج الفوسفات في الرصيفة لأسباب بيئية بينما استمر في الأبيض والحسا ولا يزال يدر دخلا محترما على المالية .
قد نرغب في الحديث عن الغاز وعن المياه التي ستصبح فاتورتها شهرية اعتبارا من العام المقبل ، ولكن الإعلان الذي اطلقته الشركة التركية عن الذهب والنحاس والمليارات أثار شجون الكثيرين وجعلهم يتساءلون من جديد : لماذا يعاني الأردن من الفقر والبطالة ومديونية تعدت بكثير النسبة المسموح بها من الناتج المحلي الاجمالي .؟؟.
ختاما : فإن تصريح الشركة عن خامات الذهب وبدء الإعلان عن مشاريع لاستخراجه مع بقية الموارد الوطنية المختلفة هو مؤشر على أن توجها أيجابيا يلوح في الأفق .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد