وقفة عند تقرير "الصحة العقلية "
كان صادما ذلك التقرير الذي صدر عن Sapien Labs : " منظمة دولية بحثية تجري مسوحا حول الصحة العقلية " ، وهو تقرير يعتبر الثالث للمنظمة المذكورة التي يتداول تقاريرها حكومات ووكالات عالمية ومواقع مرموقة :
تقوم الركيزة الأولى في البحث الذي تجريه هذه المنظمة على جمع بيانات بلغات مختلفة ، وصلت العام الفائت 2022 إلى تسع لغات وأجرت مسوحها على ما يقرب من نصف مليون شخص في 64 دولة حول العالم ، بحيث يعتبر التقرير السنوي الذي صدر مؤخرا أكبر قاعدة بيانات عالمية بشأن الصحة العقلية في العالم .
وكشفت النتائج بأن جائحة كورونا وعلى مدى العامين الفائتين لا زالت تؤثر على النتائج التي لم يطرأ عليها أي تحسن حتى الآن وشملت ثلث سكان العالم على وجه الأفتراض .
وبغير كورونا ، كشف التقرير أن قطاع الشباب بين 18 - 24 هم أكثر عرضة 5 مرات للأصابة العقلية إذا قورنوا بأجيال سبقتهم .
وتحدث التقرير عن أن المراهقين الأصغر سنا من هؤلاء عانوا من معدلات أعلى من عدم الأستقرار الاسري ونقص الحب والدفء العائلي والعاطفي أثناء طفولتهم ، بالإضافة الى افتقارهم للأصدقاء الذين قد يحتاجون للإعانة .
ووفق التقرير ، فإن الفئة التي تعاني من علاقات اسرية سيئة ويعيش افرادها بدون اصدقاء معرضون أكثر من غيرهم بعشر مرات لإصابات خطيرة بالصحة العقلية ، وبحسب النتيجة فإن تضاؤل العلاقات الأسرية عبر العالم يضر بالصحة العقلية للجميع .
واللافت أن بنما وتنزانيا وبورتريكو والدومينيكان وفنزويللا حصلت على تصنيفات عليا ، وهو ما يتطلب دراسة مستقلة لكيفية استقرار هؤلاء أكثر من غيرهم .. بينما حصلت بريطانيا واستراليا والبرازيل وجنوب افريقيا وايرلندا على تصنيفات أقل ، في حين حلت دول خليجية في مراتب متوسطة والمفاجأة : أن دولا عربية حلت في المراتب الأخيرة بالصحة العقلية على مستوى العالم وهي على التالي : العراق ومصر واليمن وتونس والجزائر والأردن .
يتطلب الأمر وقفة تأمل ، أليس كذلك ..
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد