سرقات المياه بالارقام
لا تستغرب إن علمت - عزيزنا القارئ - بأن الفاقد من المياه التي يعاني من شحها الأردن وصلت العام الماضي ما يقرب من تسعة ملايين ونصف المليون متر مكعب .
هذا "الفاقد " وفق التسمية الرسمية ، لا يعود للشبكة التي تعاني الأمرين وتفقد عشرات الملايين ، بل هو " السرقات " التي تقع على المياه في عموم الاردن :
في محافظات عمان والزرقاء ومادبا وحدها ، فإن السرقات وقعت على 6 ملايين متر مكعب ، وفي العقبة فالمسروق وصل إلى 3 مليون متر مكعب ، وفي الكرك ومعان ، وصل الرقم " حوالي 80 ألف متر مكعب .
وبخصوص سرقات من مياه اليرموك شمالا فقد وصل الرقم إلى 500 ألف متر مكعب ..
ولا بأس في أن نعلم بأنه تم ضبط 86 بئرا و10 آلاف خط رئيسي تم الاعتداء عليها ، يضاف إليه عشرات الإعتداءات على قناة الملك عبد الله وضبط عشرات الحفارات .
وإذا استرجعنا ما سبق وقاله وزير المياه عن متنفذين يرفضون دفع أجور المياه أو يسيطرون على آبار وغير ذلك فإننا نكون قد نكأنا جرحا غير غائر ، ولكن الحقيقة ايضا أن هناك عشرات الآبار غير المكتشفة من التي تسرق المياه الجوفية ، لكون أغلب الإكتشافات تتم بدلالة مواطنين غيورين .
وفقط نذكر : أن وزراء مالية سابقين قالوا : إن مياه الديسي تكفي الأردن لمئات السنين ، ونذكر أيضا بأن محافظات الشمال التي قيل بأن عطشها بات مسيطرا عليه بفضل هذا الحقل العظيم لا زالت مكانك سر ، ولا تزال الانقطاعات عن الأحياء هناك تسجل يوميا في عموم الأقليم .
قصة الماء في الأردن قصة غريبة عجيبة تشبه قصة ابريق الزيت ودهاليز الإقتصاد ، ومن يفهم في خفاياها وخباياها تكون والدته قد ولدته في ليلة القدر ..
وعلى ذكر ليلة القدر ورمضان ، نقول للقراء الأعزاء : كل عام وأنتم بخير ونسأل الله أن تنعموا بأسعار منخفضة ومتوفرة وبحنفيات دائما " شغالة " .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد