اللصوص والفاسدون ومشروع قانون " من أين لك هذا " !!

تم نشره الأحد 11 تشرين الثّاني / نوفمبر 2012 01:10 صباحاً
اللصوص والفاسدون ومشروع قانون " من أين لك هذا " !!
د.فطين البداد

بإقرار مجلس الوزراء لمشروع قانون " من أين لك هذا " يكون الدكتور النسور خطا خطوة كبرى طالما دعونا إليها وحثثنا الحكومات المتعاقبة والمجالس النيابية على اعتمادها وإقرارها لكي " يخلص " البلد من شر الفاسدين والمفسدين إن توفرت النية الصادقة والحاسمة في ملاحقة اللصوص وذوي السرقات كبيرها وصغيرها .

 

والجميل في الأمر ، أن مشروع القانون هذا ألغى قانون " إشهار الذمة المالية " رقم54 لسنة2006 سيئ الذكر الذي لم يستطع مكافحة فساد ولا كشف أرصدة ، بل إن المتخلفين عن تطبيقه أكثر من المنفذين له وليضرب الشعب الأردني رأسه بالجدار .

 

وأستذكر - بهذه المناسبة - كيف أن مشروع قانون إشهار الذمة المالية ولد بعد مخاض عسير ليرتحل من النواب إلى الأعيان وبالعكس ، وليخرج بالصيغة التي خرج بها ضعيفا بدون أي مخالب .

 

ومشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا يبدو رادعا بعض الشيء ، خاصة في الفقرة التي تتحدث عن " يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة كل من حصل لنفسه او لغيره على كسب غير مشروع وبغرامة تعادل قيمة ذلك الكسب " .

 

وبحسب ما رشح أيضا ، فإن القانون يسري على كل مسؤول في " الحكومة " بدءا من رئيس الوزراء ورؤساء الأعيان والنواب ومحافظ المركزي ولجان العطاءات والمجالس البلدية و رؤساء لجان العطاءات المدنية والعسكرية وكل من يخطر لكم على بال من مسؤولين في مختلف مرافق الدولة ، وإن تم إقرار القانون المذكور من قبل مجلس الأمة القادم ( النواب والأعيان ) نكون قد وضعنا أولى خطواتنا على الطريق الصحيح .

 

ليس الفساد في الرشوة أو السرقة أو المحسوبية أو الواسطة أو الإبتزاز والإفتراء وغيرها فحسب ، بل في أن يكون لدينا قانون كهذا ونضعه في الأدراج .

 

ويجدر التذكير هنا بالتعديلات الدستورية الأخيرة التي عززت مبدأ الفصل بين السلطات ، بحيث أصبحت الدائرة التي تنشأ بوزارة العدل يرأسها قاضي تمييز يعينه المجلس القضائي وليس موظفا يعينه وزير العدل ، أي أنها دائرة تتبع القضاء ولا تتبع السلطة التنفيذية ، وهو مبدأ راسخ في الفصل بين السلطات الثلاث ، ويتم بعد ذلك فحص البيانات التي أرسلها من يقع تحت هذا القانون من قبل قاضي تمييز وقاضيين يحملان الدرجة الخاصة ومهمة هؤلاء فحص البيانات وتدقيقها والنظر بأي شكوى ترد حيال مقدم الإقرار ، وهو أمر في غاية الأهمية ويمحو عن النفس الأمارة بالسوء أي وسوسة ، كوننا نثق بالقضاء الأردني وبرجاله .

 

قانون مهم أقره مجلس الوزراء ، لا يشبه قانون الذمة المالية بشيء، والعبرة بالإقرار ، ومن ثم بالتطبيق ، وهذا ما يأمله ملايين الأردنيين .    

         

 

د.فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات