كم عدد إصابات السرطان الحقيقية في الأردن ؟
لما كان حديث الأردنيين في الأسبوع المنصرم يدور حول فايروس " كورونا " ، فإنني استذكر ما علق به وزير الصحة الأردني لموقع المدينة نيوز قبل أيام : عن أن قتلى التدخين في شهر يفوق قتلى كورونا مجتمعين في عام ، ويقصد الوزير بالطبع قتلى سرطان الرئة والفم الذي يتسبب به التدخين ، وهي حقيقة تغيب عن كثيرين ، ولقد حفزني حديث الوزير لفتح هذا الباب في مقالة هذا الأسبوع .
فقد وقع بين يدي تقرير السجل الوطني للسرطان للعام 2010 ، وهو تقرير صدر في 9 – 12 – 2013 .
وإذا وقفنا على الإحصائية الرسمية في العام المذكور ، فإن عدد الإصابات المسجلة بلغ 69806 ، وهو رقم لا يمكن الوثوق به أبدا لأسباب ستعرفونها نهاية هذه المقالة ، وإذا اعتمدنا الإحصائية بأرقامها ، فإن الأردنيين يشكلون نسبة 8 ، 78 % من مجموع المصابين ، بينما يشكل غير الأردنيين ما نسبته 2 ، 21 % من المصابين .
ولكي يكون مقالي مفيدا ، فإني أورد النسبة في المحافظات وهي على النحو التالي :
عمان : 32641 حالة سرطان بنسبة 3 ، 59 % .
إربد : 7828 حالة ، بنسبة 2 ، 14 % .
الزرقاء : 5797 حالة ، بنسبة 5 ، 10 % .
البلقاء : 2286 حالة بنسبة 2 ، 4 % .
جرش : 685 حالة ، بنسبة 2 ، 1 % .
مادبا : 953 حالة ، بنسبة 7 ، 1 % .
عجلون : 930 حالة ، بنسبة 7 ، 1 % .
المفرق : 1031 حالة ، بنسبة 9 ، 1 % .
الكرك : 1212 حالة ، بنسبة 2 ، 2 % .
الطفيلة : 564 حالة ، بنسبة 0 ، 1 % .
معان : 355 حالة ، بنسبة 6 ، 0 % .
العقبة : 469 حالة ، بنسبة 9 ، 0 % .
غير معروف : 283 حالة ، بنسبة 5 ، 0 % .
واللافت في الدراسة : أن الإصابات بين الإناث هي الأكثر منها بين الذكور بنسبة قليلة ، حيث وصلت نسبة الإناث المصابات : 9 ، 51 % ، بينما وصلت نسبة الذكور المصابين : 1 ، 48 % .
وقد احتل خمسة أنواع من السرطانات موقع " الأكثر شيوعا " بين الأردنيين ، وجاءت النتيجة على الشكل التالي :
سرطان الثدي : المرتبة الأولى بنسبة 6 ، 19 % من إجمالي الحالات .
القولون والمستقيم : بنسبة 5 ، 11 % .
الغدد اللمفاوي : بنسبة 9 ، 7 % .
سرطان الرئة : بنسبة 8 ، 8 % .
البروستات والدم بنسبة 5 ، 4 % .
وهناك سرطانات أخرى ، غير أن الشائع ما ذكر أعلاه .
والمفاجأة التي ادخرتها لأختم بها مقالتي ، هي أن الإحصائية التي سجلت أرقامها ونسبها المئوية كما رأيتم ، كانت لتقرير محصور بين الأعوام 1996 – 2010 !!.
إنه لمن غير المعقول ولا المقبول أن يكون آخر تقرير رسمي عن السرطان في الأردن قد صدر في العام 2010 .
هذه حقيقة وقفت عليها مؤخرا ، وتبين بأن السجل الوطني للسرطان في الأردن لم ينجز غير إحصائية العام المذكور ، مما يشي بأن هناك فوضى يجب أن تتوقف ، ولا مبالاة يجب أن تزول ، ومسؤولية يجب المحاسبة عليها .
هل يعقل لبلد يعتبر الأول عربيا في الطب ، ويضرب به المثل في هذا الحقل ، ويستقبل مرضى من كل أصقاع الدنيا ، أن لا يوجد لديه إحصائية رسمية عن مرضى السرطان في الأردن منذ العام 2010 – 2014 ؟.
كيف ، ولماذا ، وهل يجيبنا الوزير الذي يقلل من خطر كورونا لصالح خطر سرطان الرئة والتدخين ، أليس هذا من مسؤوليته ؟؟ .
كم عدد الإصابات الحقيقية بالسرطان في الأردن ، وما هي أسبابها ؟؟ .
نريد أن نعرف !.
د . فطين البداد