ماذا يحدث في معان ؟
لم يخف أحد وجهاء معان : " عوض كريشان " قلقه من أن تستقطب تنظيمات متطرفة بعض أبناء المدينة العاطلين عن العمل ، الفاقدين للأمل .
فبينما كان كريشان يتحدث لموقع المدينة نيوز عن هموم معان ومخاوفه الشخصية ، كانت أصوات الرصاص تنبعث من أزقة وشوارع المحافظة الجنوبية الفقيرة .
على مدى الأيام القليلة السالفة ، كانت الإشتباكات بين قوات الدرك الأردنية ، وبين المسلحين تندلع بعد منتصف الليل ، وفي نهاية الأسبوع قتل شقيق أحد المطلوبين وأصيبت زوجة المطلوب بجراح ، وتحدثت أنباء غير مؤكدة عن استهداف سيارة أمنية بقنبلة محلية الصنع إن صحت الرواية .
يعتقد كثيرون : أن سبب التوتر " الحالي " في معان مبعثه البحث عن مطلوبين مسلحين برشاشات وقنابل ، يرفضون تسليم أنفسهم لرجال الأمن ، وفي قيودهم قضايا عدة ، وهم الذي أطلقوا النار على الدرك ، وقتلوا وجرحوا ، ولا زالوا فارين من وجه العدالة .
أهل معان ، أردنيون شرفاء أصلاء ، ليسوا قادمين من المجهول ، وهم من نصروا الدولة في كل محنها التي عاشتها ، ولا يجوز لأي كان أن يشيطن أردنيين يعشقون الأردن كالآخرين ، إن لم يكن أكثر .
من حق أهل معان أن يُنظر إليهم كوطنيين أردنيين منتمين لهذا البلد ، حريصين على أمنه واستقراره ، ومن حقهم أن لا يذهبوا جميعا بجريرة مطلوبين يعيثون في المحافظة فسادا وإفسادا ، كما أنه من حق الأجهزة الأمنية أن يتعاون معها الجميع في القبض على هؤلاء ، لا أن يصنع " البعض " لكل مطلوب أمني " طاقية إخفاء " .
عندما يُرفع علم " داعش " في مظاهرة ، فإن الأمر يشي بأن هناك تجاوزا للخطوط الحمر ، ويشي أيضا : بأن عدة أشخاص متطرفين معدودين على الأصابع ، اختطفوا محافظة بأكملها ، وفات هؤلاء الداعشيين بأن الدولة والشعب في حالة اطمئنان وثقة ، ليس لأن هؤلاء يستطيعون أذيتنا وسط تواجد العشرات من أنصارهم بين ظهرانينا ، ولكن لأن الشعب الأردني يرفضهم ويرفض فكرهم وأهدافهم ، ومن هنا تنبع قوة الأردن : أجهزة أمنية يقظة ، جيش محترف ، شعب واع مثقف وسطي الفكر والعقيدة ، وما رسالة عمان عنا ببعيدة .
لو كان مطلوبو معان في الصحراء فإنهم لن يستمروا في غيهم وفرارهم ساعة واحدة ، ولكن وجودهم بين مدنيين عزل يعيق عمل القوات الأمنية ، فما العمل ؟؟ .
العمل الحقيقي والوطني : ان ينبذ المعانيون جميعا هؤلاء ويطردوهم خارج المحافظة ، والعمل الحقيقي والوطني - أيضا - : أن لا ننسى بأن الهم المعاني ، هو هم اقتصادي ، والمعانيون وعدوا بمشاريع تنتشلهم من فقرهم ، وتضعهم بمصاف المدن والمحافظات الأخرى ، إلا أن تلك المشاريع تبخرت مع الريح ، وعاش أبناء المحافظة أضغاث أحلام .
فكروا بمعان جيدا ، وتعاملوا معها بحكمة ، فلئن كانت درعا منسية في أقصى جنوب سوريا ، فإن معان في أقصى جنوب الأردن أيضا .
د.فطين البداد