وعود حكومية أردنية على طريقة " حط بالخرج "
ذكرتني الأمطار التي هطلت على الأردن مؤخرا بشركات توزيع الكهرباء التي قالت الحكومة إنها " جرجرتها " على المحاكم بسبب انقطاع التيار في " الثلجة " الشهيرة ، وهو تصريح جاء حينها على لسان رئيس الحكومة وتحت قبة البرلمان ونقله التلفزيون الرسمي ، ليتبين بأنه وبعد مضي ما يقرب من عام ليس هناك " جرجرة " ولا ما يحزنون .
وقبل التلفزيون نقلت وكالة بترا بتاريخ 18 - 12 - 2013 هذا الخبر : "
استكمالا لجهد الحكومة في متابعة اداء هيئة تنظيم قطاع الكهرباء وشركات توزيع الكهرباء خلال الموجة الثلجية الاخيرة وما شهدته محافظات الجنوب وبعض احياء العاصمة من انقطاعات متكررة اكد رئيس الوزراء خلال اجتماعه اليوم مع رئيس هيئة تنظيم قطاع الكهرباء ثابت الطاهر ومدراء شركات توزيع الكهرباء على انه سيتم استكمال الاجراءات القانونية اللازمة حسب الاصول بخصوص الملاحقة القضائية التي كلفت الحكومة الهيئة بالسير بها بحق شركات توزيع الكهرباء ( شركة الكهرباء الاردنية وشركة توزيع الكهرباء الاردنية ) ومدرائها العامين لتقصيرها باداء الواجب مشددا على ضرورة قيام هذه الشركات بتحسين الخدمات التي تقدمها لشرائح المستهلكين" .
سقت ما سبق كمثال على أن الأردنيين مثقفون وأذكياء ، وبسطاء وطيبون ، ولكنهم ليسوا أغبياء كما يعتقد كثير من المسؤولين في الأردن ، فالأردني الذي نسي وعد الحكومة بمحاسبة من جعله وأبناءه يبيت أياما وليالي على العتمة وبدون تدفئة ، لا يقبل أن يكون " مضحكة " للحكومة وغيرها ، ونحن الآن على أبواب الشتاء .
في الدول المتحضرة ، تقوم البلديات وما شاكلها بفحص كل شيء يتعلق بالشتاء قبل حلوله بأشهر ، من قنوات ومولدات وأجهزة إطفاء وأنفاق ومجار وغيرها ، فكما أن دائرة السير تقوم بفحص المركبات من إطارات وأضواء وسواها ، فإن على البلديات أن تقوم بواجبها استعدادا للشتاء ، لا أن تجعل اهتمامها منصبا على أصحاب البسطات المساكين الذين تصادر بضاعتهم وتستدعى لهم سيارات الدرك ليتم قذفهم بالغازات المسيلة للدموع .
أرغب بالإختصار وأختم بسؤال : كم وعدا في الأردن أطلقته الحكومات على طريقة " حط بالخرج " !.
د. فطين البداد