ما المطلوب من كل أردني الآن ؟
الآن آن الأوان ، أن يعلن كل الأردنيين أنهم هم الأردن ، وأن الأردن هو كلهم بلا استثناء .
لقد مر بلدنا بظروف ولحظات أقسى وأصعب من لحظات الإنتظار ، ولكنه خرج منها قويا عزيزا بتكاتف وتلاحم جميع الأردنيين الذين يعبرون اليوم عن حبهم لبلدهم وانتمائهم لترابه العزيز بالذود عنه باللسان والكلمة والموقف .
ولئن مرت على الأردن هذه الغمامة السوداء واستقرت في سمائنا منذ أسابيع ، فإن انقشاعها لن يكون إلا بوعي تنفثه رياح لواقح ، تطردها عن أفقنا الواسع العظيم ، وتمطر الأردن بجهاته الأربع ماء نميرا يعجل بالظلال ، والغلال .
الأردن أمانة في أعناقنا ، هو الأب والأم والإبن والأخت والأخ والصديق والجار ، وبدونه نستوحد بين صخور صم من أنقاض محيط مضطرب ، نسأل الله أن لا نكونه أو ندخل فيه .
حذار حذار من ان نندلق إلى مسارب لا تصب إلا في قيعان بلا قرار ، كما يريد المرجفون والباحثون عن المتاعب والمناصب واللهاث ، وحذار ممن يدسون السم بالدسم ، والشهد في العلقم ، ولننظر بعين واحدة لبلد نحبه ويحبنا ، ولنثبت لأنفسنا أننا أردنيون صابرون مرابطون جديرون بالأردن المكين الحصين بإذن الله من أي انزلاق ، واختراق .
كل منا في داره ، وفي حيه وعشيرته ، ومدينته ، على ثغرة من ثغر هذا الحمى ، فلا يؤتينّ من قبل أي منا ، لأننا بهذا البلد العربي المبين ، نكون ، أو لا نكون !.
لنعض على الأردن بالنواجذ ، ولنأخذ عبرة من غيرنا ومن محيطنا القريب والبعيد ، ولندرك إدراكا جازما صارما أننا بدون أمنه واستقراره فإننا بلا عنوان .
د. فطين البداد