سليماني وأطماع إيران في الأردن
لم يكن حديث قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال ندوة بثتها وكالة "إيسنا" شبه الرسمية الأسبوع الماضي عن " هيمنة إيران على لبنان والعراق اللذين يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها وإمكانية حدوث ذلك في الاردن " وفق ما قال ، لم يكن هذا زلة لسان ، ولا رسالة سياسية أريد بها أمر ما ، بل كانت من جنس ما في الإناء الأيراني الذي ينضح دائما سما زعافا ودما صديدا ، ولقد بينت الأحداث الأخيرة أن سليماني هذا ليس سوى كذبة كبرى فضحتها هزيمة دولته في تكريت أمام داعش التي اختطفت نصف العراق ، فتم الإستنجاد بأمريكا ، وفضحتها الهزيمة المنكرة لآلاف المقاتلين من الحرس الثوري وحزب الله جنوب سوريا ، بعد أن تمكنت المعارضة من امتصاص الهجوم الذي طبلت له إيران والأسد كثيرا ، وتحقيق انتصارات كبرى في بصرى الشام وما حولها ، ناهيك عن الشمال " إدلب " وما حولها .
واللافت أن تصريح سليماني الذي يحلم بهيمنة من نوع ما في الأردن ، جاء بعد رسالة ملكية للرئيس الإيراني أوصلها وزير الخارجية ناصر جودة ، أحدثت أصداء مختلفة الأبعاد والنغمات والقراءات في عواصم عربية وعالمية عدة .
أقول : جاء تصريح سليماني بعد الرسالة الملكية بعدة أيام ، وهو أمر يثبت ما قلناه مرارا وتكرارا أن الفرس الصفويين هؤلاء لا عهد لهم ولا أيْمان ، فهم أئمة الكفر ورؤوس الفتن ، ومنذ ثورتهم الإثني عشرية التي قادها الخميني نهاية السبعينات من القرن الماضي والوطن العربي يقف على صفيح ساخن ، والدماء البريئة تنزف بغزارة تحت لافتة " تصدير الثورة " التي تعني " تشييع السنة أو إخضاعهم " .
لن ينطلي علينا نفي السفارة الأيرانية في عمان ، لأننا ندرك أن " التقية " جزء لا يتجزأ من عقيدة هؤلاء ، وعندهم " من لا تقية له لا دين له " كما تقول كتبهم ومراجعهم .
من حق الأردن أن يمارس السياسة وفق ما تقتضيه مصالحه العليا ، ولكن : حذار من أن تشرع أبواب الأردن لهؤلاء الذين كشفوا عن نواياهم علنا وتحت الضوء ، والحكيم ، هو الذي يتعلم من تجارب غيره !.
د. فطين البداد