مؤتمر المغتربين وزيارة الملك لسلطة العقبة
لا شك أن مؤتمر المغتربين الأردنيين في الخارج ، الذي التأم برعاية ملكية الثلاثاء الماضي واختتم نهاية الأسبوع في قصر المؤتمرات في البحر الميت ، يعد مؤشرا صحيحا على حسن توجه البوصلة الإقتصادية الأردنية نحو مواطنين يعيشون في الغربة ، لطالما حلموا بأن يكون لهم دور مباشر في تنمية بلدهم ، ومن أجل ذلك وضعت الحكومة مشاريع قوانين استثمارية تخدم أفكار المستثمرين منهم ، تمت مناقشتها في مجلس الأمة ، وأقر بعضها ، وينتظر المغتربون المزيد .
يعرف الإقتصاديون ، أن حوالات المغتربين البالغ عددهم 350 ألفا إلى عائلاتهم في الأردن تصل إلى عدة مليارات ، ويفهم هؤلاء بأن هذه التحويلات تغطي جزءا مهما من الناتج المحلي الإجمالي ، وهي تحويلات ، ورغم أنها في الغالب ( عائلية واستهلاكية ) ، إلا أنها ترفد ميزان المدفوعات وتغطي عجز الميزان التجاري ، ولأجل ذلك ، فإننا نفهم طبيعة انتباه الدولة لهذه الفئة من الأردنيين الذين سارعوا إلى حضور مثل هكذا مؤتمر يعيد إليهم الأمل في أن بلدهم مستعد دائما للتطور ، والإستفادة من كل الفرص ، وكذلك من أفكارهم وتجاربهم ،عبر منافع متبادلة مشروعة ، خاصة وأن المؤتمر جاء تحت عنوان " الأردن يجمعنا " .
يختلف هذا المؤتمر عن المؤتمرات السابقة ، أنه وضع المغتربين في جدول خطة التنمية الحالية ، مما تطلب إشراك هؤلاء الذين قدموا من أكثر من 50 دولة حول العالم ، في رسم جزء من المشهد حتى العام 2025 وفق الخطة المعدة ، والتي يبدو أن للمغتربين حصة فيها ، قد نلحظ آثارها في المدى المتوسط .
يعود الفضل الأول في التئام هذا المؤتمر الهام لجلالة سيدنا ، أطال الله في عمره ، الذي لا يخلو خطاب من خطاباته السامية من الحديث عن هؤلاء الأخوة الذين يعيش الأردن في قلوبهم وملء وجدانهم .
وعلى ذات الصعيد ، كشف السيد هاني الملقي ، رئيس سلطة العقبة أن الملك طلب من السلطة وضع برامج زمنية لتنفيذ ما تمت مناقشته خلال الزيارة الملكية للسلطة الأسبوع الماضي ، والتي أكد فيها على : " تحسين وتعزيز بيئة الاستثمار في العقبة، في ضوء ما توفره من فرص ومزايا تنافسية، وإعادة النظر في الإجراءات المحفزة للقطاع الخاص، وتجاوز جميع المعيقات والتحديات التي تؤثر على البيئة الاستثمارية ".
نأمل أن ينعقد مؤتمر المغتربين القادم ، وقد تم تنفيذ توصيات مؤتمر البحر الميت ، وأيضا تنفيذ البرنامج الزمني في العقبة ، لنمضي إلى المستقبل ونحن نزهو بإنجازاتنا ، مستفيدين من مواردنا البشرية ،وميزتنا الجغرافية والجيوسياسية كدولة قادرة على اجتراح المستحيل بقيادة ملك طموح لا يهدأ ولا يفتر في سعيه لرفعة الأردن والأردنيين .
د. فطين البداد