جريمة مركز الموقر
لا يمكن لأي أردني أن يقبل بما فعله مرتكب جريمة مركز تدريب الموقر الأسبوع الفائت ، حينما أطلق النار وقتل وجرح أردنيين وأجانب متعاقدين .
أيا كانت دوافع هذا العمل الذي أكد وزير الداخلية السيد سلامة حماد أنه فردي ، وبغض النظر عن الضغوط النفسية والمادية التي كان يعانيها أبو زيد كما قالت التقارير ، فإننا قلنا أكثر من مرة ، وعبر مقالتنا الأسبوعية هذه : إن محاربة الإرهاب المنظم أو المنفرد ( كما هو في هذه الحالة ) تتطلب أبعد مما هو أمني بكثير ، بل إن الحرب على خطاب التحريض ، ستظل قاصرة عن الوصول إلى الهدف ، إذا لم تجتمع كل مقومات محاربة الإرهاب في بوتقة واحدة ، في سلة واحدة ، للقضاء على هذه الآفة .
شهدنا تفجيرات عمان في تشرين ثاني من العام 2005 ، وشهدنا قبلها مقتل الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في الثامن والعشرين من تشرين أول - أكتوبر من العام 2002 ، وها نحن نشهد جريمة مركز الموقر ، وربما تم التكتم على محاولات لم يعلن عنها ، وقد نشهد فلتات أمنية تحدث في كل العالم بما فيها الدول العظمى ، وما هجوم باريس عنا ببعيد ، إلا أن ما يميز الأردنيين أنهم على قلب رجل واحد ، فكلهم أدانوا هذه الجرائم ، من أقصى البلد إلى أقصاه ، واعتبروها اعتداء صارخا على كل واحد منا .
إننا بحاجة إلى منظومة متكاملة : من البيت إلى الشارع إلى المدرسة إلى السوق ، لمحاربة هذا الفكر التدميري وحشر أصحابه في الزاوية ، لأن انفلات جنونهم وخرابهم سيجلب الدمار لنا جميعا ، فردا فردا وبلا استثناء .
حمى الله الأردن .
د. فطين البداد