منصور والساعات الأخيرة قبل انفراط إخوان الأردن
يبدو أن انفراط جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لن يقتصر على انشقاق " جمعية " تحمل نفس الإسم وقد خرجت من رحم الجماعة الأم ، فها هي قيادات أخرى في الجماعة الأصيلة بدأت تشق طريقها نحو الإنشقاق ، ومن أسماء لم تكن في الحسبان .
حمزة منصور ، الذي تبوأ أعلى المواقع في الجماعة ، قال كلاما له ما بعده ، من قيادي أخواني بحجمه .
فقد انتقد منصور في تصريح صحفي أطلقه نهاية الأسبوع رفض جماعة الإخوان الإعتراف بوجود أزمة داخلية فيها ، مؤكدا على وجود أزمة حقيقية ، تتطلب دراسة داخلية " من أجل الحفاظ على الجماعة " وفق ما قال .
ولكي لا يقال بأنه يمهد للإلتحاق بالمنشقين ، ألمح في تصريحه المفاجئ أنه لن يلتحق بهم ، إلا أنه طلب من المراقب العام همام سعيد ومن أعضاء القيادة ، أن " يستشعروا خطورة الأزمة والوصول إلى توافق في الرأي لإخراج الجماعة من أزمتها " .
واعتبر عدم اعتراف قيادة الجماعة بالأزمة الحالية خطرا على مستقبل جماعة الإخوان في الأردن : " لن يكون لذلك نتائج إيجابية " مضيفا : " قدمنا مبادرة ليست الأولى من نوعها ولكنها قد تكون الأخيرة وكان الهدف منها إخراج الحركة الاسلامية من وضعها الحالي الذي لا يقبل به أحد من أبنائها ومريديها " .
ونوه منصور خلال تصريحه إلى أن الذين يطالبون بالإصلاح لا يسعون لمناصب ومواقع ، قائلا : " إن أحدا ممن تقدموا بمبادرة لحل الأزمة الحالية التي تمر بها الجماعة لا يتطلع الى موقع او منصب أو مكانة أو أي مركز قيادي في الجماعة ، فقد شبعوا وتبوأوا فيها كل ما يريدون وأكثر " مضيفا : " ليس الموقع القيادي في الجماعة لأي شخصية شاركت في طرح المبادرة بل هو الحفاظ على وحدة الجماعة وتماسكها واخراجها من أزمتها " .
وكشف أنهم عقدوا ثلاث جلسات حوار لم تفض إلى شيء ، و" لا استجابة من قبل قيادة الجماعة بالصورة التي تقدمنا بها " .
تململ منصور - كما أراه - هو بداية النهاية للجماعة كما نعرفها ، فالأمر لم ينته بانشقاق " الجمعية " خاصة وأنه شخصية تاريخية مفصلية في جسم جماعة الإخوان في الأردن ، فقد شغل مواقع قيادية منها رئاسة مجلس الشورى ، وقيادة حزب جبهة العمل ، ورئاسة كتلة حزب الجبهة في البرلمان وموقع نائب لأكثر من مرة ) .
أعتقد بأن أخوان الأردن في طريقهم إلى الإنهيار ، وفي النهاية ، فإنه لا يصلح العطار ما أفسده الدهرُ .
د. فطين البداد