الأردن والإمارات : أهداف موحدة وشراكة استراتيجية
يجيء افتتاح رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور الأربعاء المنتدى الإقتصادي الأردني - الإماراتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين الشقيقين أعمق أواصرها ، وأنصع أيامها وسط مشهد إقليمي بالغ القتامة ، ومجهول المستقبل .
فعلاوة على أن المنتدى تعبير عن عمق العلاقة الاخوية بين البلدين على مختلف الصعد ، إلا أنه - أيضا - خطوة مهمة في مواجهة التحديات الإقتصادية التي تمر بها المنطقة ، وخاصة فيما يتعلق بالإستثمار والتصدير والتطوير وسواهما .
هذا المنتدى المهم ، الذي نظمته وزارة الصناعة والتموين الأردنية ، والذي ترأس وفد الإمارات فيه وزير الإقتصاد المهندس سلطان بن سعيد المنصوري ، تركز حول الوسائل التي من شأنها تطوير علاقات البلدين وتنميتها وهو ما تسعى إليه وترعاه قيادتا البلدين الشقيقين .
وبدا اهتمام الإمارات في هذا المنتدى من خلال حجم الوفد المشارك ، والذي ضم 50 شخصا من القطاع الحكومي الإماراتي ، وممثلي اتحاد الغرف والجهات والهيئات الإستثمارية ، وغرف الصناعة والتجارة ومدراء ورؤساء شركات كبرى ،الأمر الذي يعكس رغبة إماراتية أردنية مشتركة للوصول إلى تعاون غير محدود خاصة في مجال الإبتكار الذي تشدد عليه دولة الإمارات الآن ، للوصول إلى اقتصاد معرفي تسعى الدولة الإماراتية لتحقيقه وهو هدف استراتيجي في هذه الفترة ، ومن أجل ذلك دعت وزير التجارة الأردنية مها علي إلى "استكشاف فرص التعاون المشترك والإستثمار خاصة في قطاع الإتصالات الذي يدير الآن 70 % من محتوى شبكة الأنترنت العربية ، فضلا عن قطاعات الصحة والطاقة المتجددة والتعليم والسياحة والصناعة " .
وقد جاء المنتدى تحت لافتة :" أواصر راسخة .. ابتكار وإرساء لشراكات واعدة " وهو سعي من وزارة الصناعة والتجارة الأردنية إلى بناء قواعد متينة للتواصل بين الجانبين بغية تعزيز التبادل التجاري ، واستقدام استثمارات إماراتية مهتمة ، لما يوفره الأردن من بيئة جالبة للإستثمار وقوانين مفعلة لدينامية االنهوض به وتقديم كافة التسهيلات لإنعاشه وتطويره ، وفي المقابل زيادة استثمار الأردنيين في الدولة الشقيقة .
وشهد المنتدى توقيع مذكرات تفاهم أردنية إماراتية بين وزارة الصناعة والتجارة الأردنية ووزارة الإقتصاد الإماراتية تهدف إلى الوصول إلى تعاون مشترك في مختلف المجالات وخاصة مجالات البحث والتطوير والشركات المتوسطة والصغيرة ، كما تم خلال المنتدى توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من شركات القطاع الخاص الإماراتية ، ومن بينها شركات تعنى بالتموين .
.
وإذا أردنا أن نقيم المنتدى ومخرجاته من الجانب الإماراتي ، فإن ما قاله المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الإقتصاد في دولة الإمارات العزيزة ، وهو شخصية اقتصادية مرموقة ، يلخص نظرة الإمارات من الوجهة الإقتصادية للأردن ، حيث اعتبر الأردن " شريكا استراتيجيا في مختلف المجالات " ملخصا المنتدى بأنه : " يعكس ارادة البلدين المشتركة للمضي قدما بالعلاقات الثنائية وتعزيز اواصر التعاون وتقوية الشراكات بين مجتمع الأعمال ".
ويكفي أن أنوه نهاية هذه العجالة ، بأن الإمارات هي الوجهة الأولى للإستثمارات الأردنية في الخارج ، حيث تحتل نسبة 22 % من حجمها وبمبلغ يصل إلى ما يقرب من مليار دولار ، كما أن حجم الإستثمارت الإماراتية في الأردن وصل إلى 15 مليار دولار أمريكي ، بضاف إليها مشروع مرسى زايد والميناء وتطوير حي الكرامة ، ناهيك عن حجم مساعدات مشهودة ، حيث قدم صندوق أبو ظبي للتنمية منحا للأردن بقيمة 4 ، 1 مليار دولار ، وتعكس الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين الشقيقين طبيعة العلاقات الأخوية والإقتصادية ، حيث تصل الرحلات بين الأردن والإمارات إلى 90 رحلة أسبوعيا .
ولا يفوتني هنا ، أن دولة الإمارات العزيزة تحتضن ما يصل إلى 170 ألف أردني يعملون فيها ويحظون بكل تقدير واحترام ، لما قدموه للبلد الشقيق في مختلف المجالات ، وخاصة في مجالات التنمية المستدامة ، وهذا ما قال الوزير في تعليقه على الرعايا الأردنيين وطبيعة العلاقات بين البلدين الشقيقين .
إن رعاية القيادتين الأردنية والإماراتية للعلاقات الأخوية التاريخية ، أسهم في هذا المستوى من التعاون ، ويأمل الطرفان - بالتأكيد - في مضاعفة المنفعة المتبادلة بما يعزز من دور كل من البلدين الشقيقين في الإقليم والعالم .
وأرغب من كل قلبي أن استبق ذكرى العيد الوطني للإمارات العربية المتحدة الذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام ، لأتقدم من القيادة الإماراتية والشعب الإماراتي الشقيق بأطيب الأمنيات وأوفى التبريكات ، وأسأل الله تعالى أن يديم على الإمارات العزيزة ثوب العز والسؤدد والفخار ، وكل عام وقيادة الإمارات وشعبها العربي الوفي بألف خير .
د. فطين البداد