تعليمات الهيئة المستقلة للإنتخابات .. هل تتم مراجعتها ؟
إذا كان ما قاله رئيس الحكومة السيد هاني الملقي دقيقا بأن الحكومة حريصة على أن تكون الإنتخابات القادمة شفافة ومرآة للاصلاح السياسي" وفق تصريح صحفي، فإن عليه قراءة ملاحظات الجهات الرقابية التي سجلت أكثر من نقطة لم يؤخذ بها للأسف ، من أجل الوصول إلى ما يريده الأردنيون جميعا من انتخابات شفافة ونزيهة .
فالقصة ليست قصة هيئة انتخابات أكد الرئيس دعمها لتقوم بواجبها ، بل بالإستجابة لتوصيات تقدمت بها الجهات الرقابية استنادا لاتفاقات دولية وقع عليها الأردن .
ومن أبرز ما أثار هذه الجهات التي يعول عليها في مراقبة الإنتخابات القادمة ، هو أن التعليمات ألزمتها - الجهات - بتسليم تقاريرها الرقابية للهيئة المستقلة قبل نشرها .
أي أن حليمة رجعت لعادتها القديمة ، إذ ما الفائدة التي ستجنيها العملية الإنتخابية وسمعتها ونزاهتها إذا لم يكن بمقدور هذه الجهات التي تراقب الإنتخابات تسجيل ونشر تقاريرها ، بل يتوجب عليها تسليمها للهيئة التي ستكون في هذه الحالة الخصم والحكم !.
فوفقا للتعليمات ، فإنه يتوجب على الرقباء إبلاغ الهيئة سلفا بأي مخالفات أو ملاحظات ، وبعد ذلك يسمح لهذه الجهات بنشر ملاحظاتهم ، وهي تعليمات تتناقض مع استقلالية الرقباء استنادا للإعلان العالمي لمراقبة الإنتخابات الذي سمح لهم بنشر ملاحظاتهم دون الرجوع للهيئات المعنية مع مراعاة القانون والتقيد بمواده والحرص على أمن البلد ومصالحه العليا وهذه قضية بديهية لا نقاش فيها .
ومما زاد الإرباك خاصة بين أوساط الإعلاميين ، وهم رقباء على كل حال ، وفق راصد : أن التعليمات الخاصة بهم لم تنشر حتى الآن دون توضيح الأسباب ، فهل هناك مبرر لذلك أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ .
إن المطلوب أن تكون التعليمات الخاصة بالصحفيين والإعلاميين شفافة وواضحة وغير معقدة ، لأنه وكما علمت ، فإن هناك نية لتغيير تعليمات الحصول على البطاقات الإعلامية ، غير تلك التي صدرت في الإنتخابات السالفة ، والخوف أن تكون تعليمات الإعلام هذه المرة معقدة وشبه تعجيزية ، وإن حدث ذلك فسنكون لقمة في فم الإعلام العربي والعالمي وهو ما لا يريده أحد .
إن من واجبنا جميعا إظهار الأردن أمام العالم بأفضل صورة وأبهى سمعة ، ومن هنا ، فإن على الهيئة المستقلة للإنتخابات التي لا شك أبدا في حرص رئيسها على النجاح بمهمته بأفضل ما يكون عليه النجاح أن تراجع بعض تعليماتها ، فكل شيء ممكن ، والكتاب الذي لا يحذف منه ولا يزاد فيه هو القرآن الكريم فقط بالإضافة إلى الكتب المقدسة الأخرى .
د. فطين البداد