الأردن : عندما تأكل " الغولة " أموال المساعدات !
وقفت من قبل صديق في الأردن " وزير مالية سابق " على قائمة بالمنح الخارجية التي حصل عليها الأردن بين الأعوام 2012 - 2014 ، وكما هو دأبي ، فإني أحب في هذه العجالة أن أضع القارئ الكريم في تفاصيلها ..
فقد حصل الأردن من الأوروبيين خلال الأعوام 2012 - 2013 - 2014 على :
" 48 " و " 55" و " 21 " مليون دولار على التوالي ( بعد حساب فرق اليورو والدولار ) .
وحصل من الأمريكيين على : " 237 " و " 150 " و " 404 " مليون دولار .
وحصل من الصناديق الخليجية على " 35 " و" 212 " و " 457 " مليون دولار .
ومن " منح أخرى " لم تبينها الوثيقة وهي على النحو التالي : " 7 " و " 221 " و " 354 " مليون دولار .
وبذلك يكون مجموع هذه المبالغ هو " 1236 " مليار دولار .
وقد كشفت هذه المبالغ " هزالة " المساعدات والمنح التي يحصل عليها الأردن ، وهي أرقام تفند كل التصريحات الحكومية بهذا الشأن .
والأدهى من ذلك ، وفق الوثيقة ذاتها : أن هذه الأموال ذهبت لغايات تسديد عجز الوحدات المستقلة وتسديد خسائر شركة الكهرباء وسلطة المياه .
أي أنها مبالغ أكلتها " الغولة " .
وإذا دققنا النظر بالأرقام فسنجد أنها - وكما قلت - لا تكاد تذكر قياسا بحجم مكانة الأردن ودوره في قضايا الأمن والسلم الإقليمي والدولي ، وكما يبدو ، فإن العالم مشغول بنفسه ، ومن أجل هذا فإن المساعدات شحيحة بغض النظر عن دور البلد الفلاني أو العلاني في ملفات المنطقة الساخنة ، وعليه ، فإن على الجميع في الأردن إدراك أن المرحلة القادمة هي مرحلة خطيرة ودقيقة ، وأنه لا أحد يمنح أموالا لأحد ، وإذا فهمنا ذلك ، فإنه يتحتم على الحكومات الأردنية أن تعي بأن أي فشل في السياسات الإقتصادية ، سيجعل حالنا كحال تلك المبالغ التي ابتلعتها هيئات وشركات تعمل بلا رقابة كما يبدو ، وفق بعض القراءات .
أي : علينا استغلال الفرص المتاحة ، وإلا ستأكلنا جميعا نفس " الغولة " .
د. فطين البداد