عندما يصبح " المنسف " حلما أردنيا بعيد المنال
لم يكن تقرير دائرة الإحصاءات العامة الأخير عن غذاء الأردنيين مفاجئا لي على الأقل ، وذلك لمتابعتي الشخصية لآثار الدين والوضع الإقتصادي على الأسرة الأردنية ، انطلاقا من العلم بالشيء لا أكثر.
فقد قال التقرير الذي صدر الخميس ، إن الأردنيين نباتيون ، وإن المنتوجات النباتية تزودهم بما يصل إلى 78 % من احتياجاتهم من السعرات الحرارية ، موضحا بأن المنتجات النباتية زادت تسعة أضعاف على موائد العائلات ، بالإضافة إلى انحسار الإكتفاء الذاتي من المواد الغذائية في الأردن إلى مواد بعينها منها البندورة والزيتون وزيت الزيتون وبيض المائدة ولكن بنسبة 70 % بينما شكلت اللحوم ما نسبته 10 % من البروتين الذي يحصل عليه الناس .
وكانت المفاجأة لكثيرين أيضا ، ان الأردن لا ينتج سوى 1 % ونصف من حاجته من القمح سنويا ، في حين يبلغ إنتاج الشعير سنويا ما نسبته 5 % من احتياجات المملكة و33 % من لحوم الضأن ، و14 % من لحوم الأبقار ، و74 % من لحوم الدجاج رغم اعتقاد كثيرين بأن المزارع فائضة عن الحاجة .
ووفقا للدراسة التي انتهت إلى أن 78 % من السعرات الحرارية لدى عموم الأردنيين تتحصل من النبات ، فإننا نصل إلى نتيجة بأن أكلة الاردنيين المفضلة وهي " المنسف " باتت بعيدة المنال عن أغلبية الشعب الأردني ، ومن هنا ، فإننا بدأنا نفهم الآن ، لماذا " يزغرد " البعض لـ " عزومة " منسف ، وإذا عرف السبب ، بطل العجب .
حمى الله الأردن .
د. فطين البداد