إجراء مناظرات بين مرشحي رئاسة مجلس النواب " أحلام يقظة "
أطلقت في الأردن قبل أيام دعوات لإجراء مناظرات بين مرشحي رئاسة مجلس النواب ، مما أحدث حراكا نقاشيا على اعتبار أن هذه الطريقة جديدة ومبتكرة في الاردن ، وهي أيضا أسلوب مستحدث لمعرفة كل مرشح عن قرب : سواء ثقافته أو برنامجه أو حتى ديمقراطيته من عدمها خلال طرح الأسئلة وتلقي الإجابات .
من جهتي ، أعتبر أن هذه الطريقة ، إن أخذ بها ( استبعد ذلك لأسباب سأوضحها في السياق ) فسوف تكون سنة حميدة وطريقة جديدة للخروج من روتين معارك الرئاسة المملة ، والتي غالبا ما تستخدم فيها أسلحة تقليدية وغير تقليدية ليس أولها الولائم والكولسات ولا آخرها فتح الملفات الحقيقية والمختلقة .
وإذا كانت انتخابات الرئاسة الأمريكية تتخللها مناظرات على طريقة كلنتون المرشحة الأقوى وترامب الذي فقد أوجه بغبائه وقلة خبرته ، فإنه من نافلة القول اعتبار المناظرات وسيلة ديمقراطية وعادلة في كشف المرشحين والتعرف عليهم عن قرب ، ليتسنى للنواب القدامى والجدد اختيار رئيس لهم يعرفونه ويفهمون برنامجه ويعايشون ولو لساعة او ساعتين تعامله معهم وكيفية إدارته للملفات والمقترحات والمذكرات ومشاريع القوانين والإقتراحات بقانون وغيرها من أعمال المجلس .
أما لماذا لا أصدق ان المناظرات ستتم بين المرشحين ، فلأن الأمر جديد أولا ، ولخشية كثيرين ، وربما جهات في الدولة من أن تفسد مثل هذه المناظرات عملية الانتخاب برمتها ، بحيث يستمر مجلس الأمة بدون رئيس لفترة طويلة ، ناهيك أن هناك إشكالية مهمة ستواجه الجلسة الأولى للمجلس وهي انتخاب أعضاء المكتب الدائم ، بعد أن تبين أن التعديل الدستوري الذي منح لرئيس مجلس النواب سنة إضافية ليصبح رئيسا لمدة سنتين بدل سنة واحدة ، لم يصاحبه تعديل مقابل في النظام الداخلي للمجلس الذي لا زال حتى الآن يحدد مدة المكتب الدائم بسنة واحدة ، مما يتطلب تعديلا فوريا للنظام ، ومن أجل ذلك فإن عقد مناظرات بين المرشحين للرئاسة قد يطيل أمد الإنتخاب وبالتالي يتم تعطيل استحقاق آخر لا ينفصل من حيث الأهمية عن موقع الرئيس وأهميته في قيادة الجناح الأهم من المجلس التشريعي الاردني .
إجراء مناظرات بين مرشحي رئاسة النواب تطور مهم لا بد منه ، ولكن ضمن حكومات حزبية برلمانية وهو ما لم نصل إليه حتى الآن ، فما بالكم والدعوة انطلقت من جهات قريبة من الاخوان المسلمين ؟ .
د. فطين البداد