قمة الأردن والأسئلة " السهلة "
يوما بعد يوم ، بدأت تتضح الأعماق التي ستسبرها قمة البحر الميت في التاسع والعشرين من هذا الشهر .
كان اللغط يدور حول مقعد سوريا وهل سيحضر ممثلون عن النظام ، وكان الحديث يدور عن إيران وعن مصالحات ، وكانت شائعات يطلقها محور المماتعة والمقاولة ( على رأي فيصل القاسم ) تتحدث عن حضور إسرائيلي خفي ، وأيضا دارت أحاديث وتكهنات عن أن القمة ستقتصر على البعد السياسي .
تبين أن كل ذلك غير وارد البتة ، فقد أكدت الحكومة ممثلة بوزير الإعلام الدكتور محمد المومني بأن مقعد سوريا سيظل شاغرا إلى أن تتضح أبعاد العملية السياسية ، وكذلك صدر تأكيد رسمي أن إسرائيل ستكون غائبة تماما عن هذه القمة ، وهو ما قاله المومني : " لا تمثيل لإسرائيل في القمة " ، وجاء هناك حسم آخر بخصوص عدم مشاركة إيران أو ممثلين عنها في المؤتمر على اعتبار أن هناك إجماعا عربيا على رفض ممارسات إيران وتدخلاتها في الشأن العربي ، واتضح كذلك بأن القمة ليست محض سياسية ، بل سيكون لها ابعاد اقتصادية واجتماعية من مثل قضايا اللاجئين والنازحين السوريين وغيرهم وسوف تعنى بمحاربة الإرهاب وسيشتمل بيانها على حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة وفي دعوة للسلام .
وبالإجابة عن علامات الإستفهام تلك : سوريا وإيران ، وعدم حصر القمة بالجانب السياسي وعدم الحضور الإسرائيلي تكون الصورة اتضحت بالكامل ، ولم يعد أمام أعداء الأردن وخصوم العرب من الفرس وأذنابهم إلا أن يخترعوا كذبا جديدا نعتقد أنه سيرد عليه في حينه .
القمة ستكون حافلة بحضور ممثلين عن دول كبرى من مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وغيرهم ،أما هل ستنجح أم لا ، فإن هذا مناط بالنتائج ، خاصة وأن أمام العرب تحديات صعبة ومهمات جسيمة لا قبل لأي دولة منفردة بها ، أما الأردن ، فإنه كان وسيبقى متطلعا إلى وحدة عربية متكاملة ، ولا يجوز أن ننسى بأن هذا البلد هو أحد مؤسسي الجامعة العربية ، ومن حقه أن يحلم بنجاح باهر لقمة تعقد في بيته ، وهذا ما يأمله الأردنيون العروبيون بطبعهم وطباعهم .
مرة أخرى : نجاح القمة رهن بوحدة الأمة والعبرة بالأفعال وليس بالأقوال .
د.فطين البداد