عن الأردني الذي أحرج الملقي في إربد
شاهد الأردنيون يوم الجمعة فيديو نشرته المدينة نيوز يسجل لحظة خروج رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي من أحد مساجد إربد ، حينما تحلق حوله المصلون قبيل صعوده إلى السيارة ، بينما سمعنا مواطنا يقول له : " لو ترخصوا الأسعار دولتك ، الناس جاعت ، والله الساعة ثلاثة الصبح النسوان تبحث في الحاويات قبل الزلم ، مر عليّ توريك بعينك الناس جاعت ، أقسم بالله لو ترخصوا الأسعار أحسن لك من حجة عند الله ، الناس أكلت هوا " .
ما قاله المواطن للملقي يلخص واقع الحال الذي يعيشه أغلب الأردنيين ، فإذا كانت التقارير االدولية تقول بأن الضائقة الإقتصادية في الأردن ستستمر للعام 2020 على الأقل ، فإن أي رئيس حكومة سيكون في وضع لا يحسد عليه .
ولا أفشي سرا إذا قلت ، بأن أحد رؤساء الحكومات ، وهو صديق قديم ، حمد الله أنه لم يتم تكليفه بتشكيل حكومة ، بل إنه يدعو الله أن لا يحدث ذلك ، وعندما سألته عن السبب قال : " رئيس حكومة يعني رفع أسعار ، لا بديل عن ذلك وأنا لا أريد أن أدخل هذا النفق " .
أعان الله الملقي على بلواه ، فالرجل المشهود له بدماثة خلقه ، لا يعرف ماذا يفعل وكيف يواجه الأوضاع الإقتصادية ، مما اضطره ذات لقاء عبر شاشة التلفزيون الرسمي أن يتحدث عن " البروتين " ، وحاجة الشعب لتناول هذه المادة الحيوية ، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول رفع الأسعار حينما قال : نحن لم نمس الأساسيات ، وأنا بعرف شو يعني الطن والسردين " ويقصد بذلك أنه يدرك ويفهم بأن كثيرا من الأردنيين يلجأون ‘إلى السردين والتونا لتعويض ما ينقصهم من بروتين لهم ولإبنائهم ، ومن أجل ذلك شدد على أن حكومته لن ترفع أسعار هاتين السلعتين ..
إلى هذه الدرجة وصل الأمر برئيس حكومة أن يتحدث عن المعلبات ويؤكد على الهواء أنه يعرف ماذا يعني السردين ، ولكم أن تقرأوا ماذا يدور في خلده من صور ، وفي نفسه من ألم .
ليس صحيحا أن رئيس الحكومة رفع الأسعار لأنه يرغب برفعها ، ولكن أمام الرئيس بدائل قيل إن لجنة نيابية قدمتها فتم تطنيشها ، رغم أن المبلغ الذي نتحدث به هنا يعتبر رمزيا ولا يصل إلى 250 مليون دينار .. قياسا بمليار ونصف المليار تم تسجيله كعجز في موازنة هذا العام .
الوضع صعب للغاية ،ولصعوبته ارتبطنا مرغمين مع صندوق النقد
وقبلنا بشروطه ، وإلأ فإن الناس لن تقبض رواتبها .
ما قاله المواطن في إربد يقوله كثيرون ، ولكن صمت الملقي وصعوده إلى السيارة بدون أن ينبس ببنت شفة يلخص قدرة الرئيس وإمكانياته ، وكان الله في عون الجميع .
د.فطين البداد