عن ضبط أدوية مزورة في مخيمات اللاجئين
تصريحان متناقضان لكل من جمعية حماية المستهلك من جهة ، ومؤسسة الغذاء والدواء من جهة أخرى . .
عموما ، فإن ما اشيع عن قيام عدد من عديمي الضمير والأخلاق بتزوير تواريخ بعض الأدوية ، وتحذير الجمعية المواطنين من ذلك ، ومن ثم نفي مؤسسة الغذاء والدواء وتأكيدها بأن الأدوية المعنية كانت في العام 2014 وليس 2017 وكانت مخصصة لمخيمات اللاجئين وتم ضبطها قبل توزيعها : هذا السجال ، يتطلب مزيدا من الحذر وجدية في الرقابة على الصيدليات والمراكز الطبية الخاصة والعامة .
إن حماية قطاع الأدوية الأردني الذي يعتبر من أهم القطاعات في الشرق الأوسط بتخصصه وتميزه ، هو واجب الجميع بلا استثناء ، ومن غير المقبول أن ندفن الرأس في الرمل لمجرد أننا نريد أن نجعل من أنفسنا فوق النقد .
كل بلاد الدنيا تشهد تزويرا في تواريخ الأغذية والأدوية من قبل بعض التجار الجشعين ، وهذا ليس عيبا عاما بحد ذاته ، ولكن الدواء الأردني يجب أن يظل في القمة وفوق الشبهات ،وهذا لا يتأتى من خلال تأكيدنا أنه لا تزوير ولو بعلبة أسبرين ، بل بكشف الأمر للرأي العام ، وعلينا أن نتعلم من الشركات الكبرى ، إذ لا يضيرنا الحديث عن تزوير بتواريخ 100 علبة دواء مقابل عشرات آلاف العبوات ، ومئات المميزات التي يتمتع بها دواؤنا الذي يصدر إلى أمريكا وأوربا ومختلف دول العالم .
لنتعلم من شركات السيارات الكبرى التي تعلن عن سحب آلاف السيارات من أسواق العالم لتبييض صفحة منتجها ، ومن شركات الهاتف المحمول وغيرهما ، فما بالكم بالدواء .
أقترح بهذا الصدد ، أن يكون هناك شراكة حقيقية بين حماية المستهلك وبين الغذاء والدواء ، ولا أعتقد أن هذا الأمر صعب أو مستحيل .
وإذا كانت مؤسسة الغذاء والدواء تتحدث عن عام 2014 ، فإننا نريد أن نرى الذين هموا بإدخال أدوية مزورة التاريخ إلى مخيمات اللاجئين خلف القضبان .
من هم الذين فعلوها ، ولماذا لم يعلم أحد عن هذه القضية سوى الآن ؟؟ .
د.فطين البداد