تريليونات النفط والغاز في الأردن
وفق ما أخبرني أحد الأصدقاء ، فإن اهتمام أكثرية متابعي الشأن المحلي من الأردنيين الأسبوع الفائت انصب على تصريحات خبير النفط زهير الصادق الذي كشف في لقائه مع المدينة نيوز أرقاما مهمة عن تواجد الغاز والنفط في الأردن وبكميات لم يذكرها أحد من قبل ، وتفند كل المزاعم التي أنكرت وجود ثروات نفطية وغازية بكميات هائلة في البلد .
ويكفي أن أشير إلى رقم الـ 9 تريليون برميل نفط في حقل السرحان ، والـ 70 تريليون متر كعب من الغاز في حقل الريشة لنكتشف بأن فقر الأردن سببه السياسات الحكومية القاصرة والمتقاعسة والخاملة ، إن صحت الأرقام وثبتت مصداقيتها وهو ما يبدو عليه الأمر حتى الآن ، لعدم وجود من يدحضها أو يرد عليها .وإذا ما علمنا بأن مشروع القانون المعدل للضريبة تم الإنتهاء من مناقشته حكوميا ، فإنه لا يجوز لأحد أن يقول بأنه لم يعرض على صندوق النقد الدولي لأن الذي طلب تعديل القانون هو الصندوق نفسه ، كما وإن تواجد ممثل الصندوق عن منطقة الشرق الأوسط في الأردن خلال الأيام الفائتة يعزز من حقيقة اطلاع الصندوق على التعديلات .
وإذا علمنا بأن أكبر تحد يواجه أي حكومة هو المحافظة على نسبة نمو متصاعدة وضمان الأستقرار النقدي والمالي ، فإن ما لا يهمها بالتأكيد هو انعكاس هذا النمو على الناس ، وهو ما يحدث عمليا في كل نمو تعلن عنه صغيرا كان أم كبيرا .
وإذا سألنا الحكومة : كيف ستضمن إيرادات مختلفة ومتنوعة بعيدا عن جيوب الناس فإن هذا يبدو مستحيلا ، لأن الحكومات تأخذ الموازنات " من قاصرها " كما يقال ، حيث لا خريطة أخرى سوى المساعدات والإقتراض والضرائب .
ولكن : لماذا لا تعترف الحكومات بوجود ثروات طبيعية وبكميات هائلة في الأردن ؟؟ .
السبب كما يرى البعض ، هو أنها لا تريد أن " تعمل " أو بالأحرى : هي لا تريد أن " تتورط " بالعمل على استخراج هذه الثروات والبحث عن وسائل لذلك ، لأن إدارتها للبلد تتم بطريقة تقليدية رتيبة ، ومن أجل ذلك فهي غير مستعدة للأخذ بزمام المبادرة و" المغامرة " فنراها تنتهج أسلوب : " حط راسك بين الروس " أو لعل هناك أسبابا أخرى لا يعلمها إلا الراسخون في العلم .
لقد قال الخبير النفطي المذكور : إن أغلب الشركات التي جزمت بأنه لا نفط ولا طاقة في الأردن هي شركات وهمية ، وأعاد التأكيد على دراسات علمية مستقلة تقول بأن الأردن غني بأغلب الثروات الطبيعية التي هي قادرة بلا شك على إخراجه من ضائقته ومتاعبه .
وقبل أن أختم ، أذكر بتصريح سبق وأطلقه الدكتور خالد طوقان عن وجود اليورانويم في الأردن بكميات تجارية ، ليعود بعد شهور قليلة ويطلق تصريحا مناقضا بأن كمية اليورانيوم في الأردن قليلة و" على قد الحال " !.
وأذكر القارئ الكريم أنه وفي فترة من الفترات كانت الهند تستورد أغلب الفوسفات الأردني ، وبعد عقود اكتشفنا بأن الهنود لم يكونوا يستوردون الفوسفات لبياض لونه أو سواد عيوننا ، بل لأن فيه كميات كبيرة من اليورانيوم ، ولنكتشف بعد مضي أعوام أنهم كانوا يستخرجون اليورانيوم من الفوسفات ويستخدمونه في مفاعلاتهم النووية ، وها هم الآن قوة نووية وصناعية يشار إليها بالبنان .
د.فطين البداد