الحالة الأردنية.. باختصار
في الحكومة تغيب الشفافية حد القهر ، لدرجة بات معها السؤال عن العام وكأنه سؤال عن الخاص بل وأكثر حرجا ، بعد أن دفنت قوانين الإفصاح في أدراج حديدية ، وليس قانون حق الحصول على المعلومة آخرها .
في البرلمان ، لا تكاد ترى انسجاما بين الكتل ولا بين اللجان ، أو بين النواب فرادى وزرافات ، ولقد رأينا تلاسنات ومشاجرات بدون سبب ، تنتهي - كالعادة - باعتذارين متقابلين .
في الشارع ، ترى الناس في حالة صدمة من الأسعار والإجراءات الأخيرة .
الحكومة والبرلمان والشارع مفردات مترادفة في الشكل، مختلفة في النُطق ومخارج الحروف ، متخاصمة ومتضادة ، ترمق بعضها من طَرْفٍ خفيّ : فالكل يغني على ليلاه ، وإذا سألك أحدهم : ما علاقة الشارع بتمرير الموازنة ؟؟ فإنك لا بد ستجيب : إنه البرلمان ، لم يأت من المريخ !.
عما قليل ستكثر الشائعات حول الحكومة والمجلس ، وغياب الملقي ولا يملك الخبر اليقين سوى صاحب الخبر اليقين : رأس الدولة .
نحن بحاجة لقراءة الواقع من جديد .. والأردنيون اليوم يطرحون عشرات الأسئلة ، ولكن لن يكون لهذه الأسئلة من إجابات عملية إلا إذا اتحدت الرؤية ، غير أنه وفي ظل المحسوبيات واختلاف العقليات والثقافات ، ومؤخرا بذخ الأقلية وضنك الأكثرية ، فإن هذا - في المدى المنظور - هدف بعيد المنال وحراثة في البحر .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد