اعتصام المزارعين و": رقبة " الدكتور ممدوح العبادي
قطع الدكتور ممدوح العبادي وعدا صارما لممثلي القطاع الزراعي الذين اجتمع بهم في مجلس النواب قبل أيام ، حينما خاطبهم قائلا : " على رقبتي " .. وهو يعني بذلك موافقته على إلغاء الضريبة التي فرضت مؤخرا على مدخلات الإنتاج وقدرها 10 % ، حيث اعتصم هؤلاء لأكثر من ستة ايام أمام مجلس النواب لهذه الغاية .
وفي اجتماع آخر تم في المدينة الرياضية حضره جميع ممثلي القطاع بالإضافة إلى اللجنة الزراعية ( شاهدت تسجيلا له على المدينة نيوز ) أعاد العبادي نفس وعده السابق : " على رقبتي " قبل أن ينفض الإجتماع عقب إعلان المزارعين تعليق اعتصامهم حتى يروا ماذا سيفعل رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي بوعد نائبه .
وعد رقبة العبادي نظنه نافذا ، لأننا نعتقد بأن رجلا سياسيا محنكا ومخضرما مثل " أبو صالح " لن يقبل وليس من طبعه وجديته وتجربته أن يكون كتاجر الزيت المغشوش الذي قال للمشترين " على رقبتي زيت أصلي " .. بعد أن مسحها بقطرات غير مغشوشة ، فالعبادي أذكى من أن يورط نفسه بهكذا وعود أمام وسائل الإعلام .
طيب ، إذا كانت الموازنة بنيت على ما أدرجته الحكومة في قانونها الذي أقره مجلس الأمة مؤخرا بشقيه ، وإذا ما تم إلغاء هذه الضريبة ، فمن اين ستعوض الحكومة العتيدة النقص في الإيرادات المنتظرة الذي سينتج عن إلغائها ، إذا افترضنا أنها طبقت الدستور ولم تفرض أي ضريبة إلا بقانون ؟؟ .
الأمر ليس لغزا كما ترون ، وما يعانيه الأردنيون من الضرائب لا يحتاج لتوضيح .
إذا ألغيتم الضريبة ، فستعوضونها من الجيوب ، وإذا فرضتموها ، فسيتحملها أيضا المواطن " المستهلك " ، أي أن حجر الرحى هو هذا المواطن الذي بات يتحدث مع نفسه في مشهد طارئ من الهلوسة الذاتية التي لم يشهد لها الأردن مثيلا ، ومن أجل ذلك فإننا نسمع ونرى يوميا حوادث وجرائم غريبة ( 15 جريمة سطو في شهر واحد ) وكله ببركات الحكومات التي تستسهل فرض الضرائب بدل البحث عن حلول بديلة ، وما أكثرها .
آخر نكتة سمعناها هي ارتفاع أسعار الملح في بلد فيه البحر الميت .. والأمر هنا يشبه استيراد أندونيسيا لرمال شواطئ .
الحكومة ماضية كالمنشار ، ولكن هذا المنشار اقترب من حقيقة أنه لم يعد هناك من خشب .
د.فطين البداد