3 قضايا اردنية
الجامعات تتراجع
أثلج صدري ما علمته من صديق اتصل بي من الأردن ليخبرني بأن الجامعات الاردنية ألغت قراراتها المتعلقة بإلغاء الخصم المقدم لأبناء العاملين في الجامعات .
إذن : لقد تم إلغاء القرار وبات مئات الطلبة الذين يستفيدون من الخصم قادرين على مواصلة دراستهم .
وللتذكير : فإن إلغاء الخصم كان سريا ، وأيضا فإن العودة عن القرار اتخذ من قبل مجالس الأمناء وظل خفيا أيضا ، لأنه لم يكن من مبرر له أصلا .
أوجه تقديري وتحيتي لأعضاء مجالس الأمناء ، ولمجلس التعليم العالي ورئيسه معالي الدكتور الطويسي الذي علمت من الصديق المعني بأنه كان من أشد المعارضين للقرار .
شهداء السلط والفحيص
يأتي هذا العيد والأردن منتصر بأربع : الأولى بتكاتف شعبه ضد الإرهاب وأنصار الظلام ، والثانية بالتفافه المطلق حول القيادة الهاشمية المظفرة ، والثالثة باعتزازه بأجهزته الأمنية وجيشه العظيم ، والرابعة بكوكبة الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنا وعن حاضرنا ومستقبلنا ..
تحية لشعبنا ولقيادتنا ولأجهزتنا ، وكل التحايا المعطرة بالحب وكريم الدعاء لشهدائنا الأبرار الذين نحتسبهم والله حسيبهم ،
ولا نامت أعين الجبناء .
نقابة الأطباء
انشغل الشارع الأردني والحكومة والنواب والإعلام ومختلف القطاعات بما فيها النقابية نهاية الاسبوع بالقرار الذي اتخذته نقابة الأطباء والقاضي برفع تسعيرة الأطباء المعالجين والمستشارين ، مما أغضب حتى مجلس النقباء الذي اعتبر بأن القرار يعود للنقابة التي اتخذت القرار وليس للمجلس .
وصف البعض رفع تسعيرة الأطباء في هذه الظروف التي يعيشها الأردنيون بأنه طعنة في الظهر ، خاصة وأن الشعب الذي رفعت النقابة الأسعار عليه هو الذي ناصر هذه النقابات في الدوار الرابع ووقف بكل حزم ضد مشروع قانون الضريبة في عهد حكومة الملقي ، فهل يجازى من قبل نقابة الأطباء برفع الأسعار في ظل هكذا ظروف معيشية غير محمودة .
للتذكير والعلم ، فإن النقابات هي جزء من الطبقة الوسطى التي خرج الناس للدفاع عنها ضد القانون ، فإذا كانت الضريبة ستطال هذه القطاعات ، فإنه - في عرف بعضها - لا بأس من " سلخ " الناس ، لتعويض ما سيجره قانون الضريبة من خسائر على الأطباء - اعضاء النقابة - الذين يجني بعضهم مئات الآلاف دون أن يدفعوا ضرائبها لصالح الدولة التي تحاسب الفقراء على " الفلس " .
وإذا كانت كل نقابة ستعتبر نفسها حصنا حصينا وتسلخ نفسها عن المجتمع على طريقة " اللهم نفسي " فإن الناس لن يقفوا مع هذه النقابات في أي محنة تتعرض لها وستجد نفسها وحيدة تجدف بمجاديف مكسرة عبر رياح وأمواج حكومية لا تتوقف عن الهبوب والإرتفاع وحينها لن يجد الواقفون على الشواطئ النقابية إلا الريح والخذلان ..
ليس مقبولا أن يخرج محسوبون على النقابة ليقولوا بكل عنجهية : إن على من لا يعجبه التسعيرة الجديدة الذهاب الى أطباء القطاع العام .. هكذا بكل تحد ولا مبالاة .
النقابات ليست دولا مستقلة داخل الدولة ، هكذا يجب أن تفهم ، وأن يتم إفهام بعضها إن كان الأمر يتعلق بالناس وأرزاقهم ولقمة عيشهم وبالتالي أمن هذا البلد .
***
كل عام والأردن بألف خير .
د.فطين البداد