مؤامرة الغاء الاونروا وإنهاء القضية الفلسطينية
ليس صحيحا ما يروجه مقربون من ترامب عن أن خفض الدعم عن الاونروا ( 300 مليون دولار ) ولاحقا إلغاء الدعم نهائيا سببه أن واشنطن تريد معاقبة الفلسطينيين لرفضهم نقل السفارة الى القدس المحتلة .
القضية أكبر وأخطر ولا تحتاج لفذلكة ، ذلك أن انهاء الدعم ودعوات نيكي هيلي لدول عربية وخليجية لتقديم هذا الدعم خلال ندوة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عقدت مؤخرا في واشنطن، ومن ثم " موافقة " ترامب على تقديم هذا الدعم بشروط وللعام 2018 فقط ، كل ذلك ليس سوى بداية قذرة لشطب القضية وحق العودة نهائيا .
وما يزيد من صعوبة المرحلة أن خفض ومن ثم الغاء الدعم ولاحقا شروطه جاء متزامنا مع مزاعم ترامبية بأن عدد اللاجئين الفلسطينيين ليس سوى بضع عشرات من الآلاف ، وتخلل ذلك دعوات لوقف تسجيل مواليد اللاجئين الجدد ، مما يكشف طبيعة وحقيقة المخطط التصفوي الذي بدأته هذه الإدارة بانحيازها المطلق للكيان العبري والعداء الشديد والصارم لكل ما هو عربي ومسلم .
المشكلة العويصة التي تواجهها القضية الفلسطينية هي أولا وقبل كل شيء ضلوع أطراف فلسطينية في شرذمتها والسعي لانطفائها بقصد أو بدون قصد ، وما يجري في الفترة الاخيرة من سجالات المصالحة والحرب الكلامية وسعي حماس الى التفرد بحل في غزة ورفض السلطة التي جلبت المحنة تلو المحنة للقضية منذ توقيع أوسلو حتى الآن ، كونها السلطة المعترف بها دوليا ، بالإضافة إلى الواقع العربي المهين وما يجري في المنطقة من تكالب القوى العظمى عليها ، ناهيك عن انشغال الشعوب العربية بلقمة عيشها ومرضها وجهلها وعوزها ودمائها ، .. كل ذلك وغيره كان مفتاح المفاتيح للولوج إلى قضية القضايا : " فلسطين والقدس " فجاء نقل السفارة ، وقانون القومية العنصري حيث انتهزت اسرائيل الفرصة للتسريع في التهويد وتحقيق حلم الكيان في بناء الهيكل المزعوم .
ليس غريبا ما يجري وما آلت اليه الأمور ، ولكن الغريب هو ردات الفعل الباهتة وغير العابئة أبدا بمصير أولى القبلتين وثالث الحرمين إلا من رحم ربي .
االمهم تكثيف الجهود للتصدي لهذه المؤامرة ، وهناك اجتماع وزاري عربي دعا إليه الأردن وسيعقد بعد اسبوع ، بالإضافة الى اجتماع قادم للأمم المتحدة بطلب فلسطيني ، والمطلوب هنا ليس فقط الإبقاء على الأونروا التي هي الشاهد الأقوى - رسميا - على احتلال فلسطين وتشريد شعبها ، بل إفهام ترامب والنتنياهو ومن لف لفهما بأن العالم هو 196 دولة ، وليس فقط الولايات المتحدة والكيان إياه .
د.فطين البداد