عن المؤتمر المرتقب " الطريق الى القدس 2 "
لما كان الاردن هو الوصي الشرعي على القدس ومقدساتها ، فإن من نافلة القول أن يكون حاضرا في كل محفل ينعقد دفاعا عن هذه المدينة المقدسة بغض النظر عن المكان والزمان ، بل إنه من نافلة القول ايضا أنه إذا لم يحضر الأردن ، الراعي الشرعي ، فمن يحضر إذن ؟؟ .
ولما كانت المدينة المقدسة تتعرض لأشرس هجمة في تاريخها ، حتى بدأت معالم التهويد تظهر للعيان ، سواء من خلال بوادر التقسيم الزماني والمكاني كما حدث في المسجد الابراهيمي في الخليل ، أو من خلال حملات المتطرفين المتخلفين الذين يريدون إلغاء كل ما هو غير يهودي في المدينة ، أو من خلال السيطرة على البيوت وطرد المقدسيين والتضييق عليهم وصولا الى الهدف الأعلى والاغلى بالنسبة لهؤلاء وكيانهم المجرم وهو بناء الهيكل المزعوم ، لما بات ذلك كذلك ، انبرى الاردن للدعوة لمؤتمر " الطريق الى القدس 2 " ( الاول عقد في 28 - 4 - 2014 وسجلته المدينة نيوز كاملا ) وهو مؤتمر سيحظى كما حظي الاول برعاية ملكية سامية تأكيدا على دور الهاشميين في حماية الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، وتنفيذا للوصاية التاريخية المشهودة حيث أعلن وزير الأوقاف عن عقده في مدينة الحسين للشباب في العشرين من هذا الشهر ، وهو لن يكون مؤتمرا خطابيا وكفى ، فلقد كشف الوزير في لقاء اجرته معه المدينة عن هدفين عمليين سيطلع هذا المؤتمر العالمي بهما وهما :
* تقديم مشاريع للمؤتمرين الذين يتوقع ان يصل عددهم الى 1000 مشارك من العلماء والمفكرين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الشعبية من مختلف دول العالم العربي والاسلامي ، بحيث ستكون هذه المشاريع شفافة بكل تفاصيلها ويتم ، من ثم ، اقامتها في المدينة المقدسة منعا لتهويدها ، بعد أن سن الكيان الغاصب قانون يهودية الدولة العنصري والغى اللغة العربية كلغة رسمية معترف بها ، وتكون ردا على محاولات البيع والشراء لاراضي وبيوت القدس التي هي وقف للمسلمين عموما من اقصى الارض الى اقصاها ، وفي نفس الوقت اختيار مشاريع تتقدم بها الوفود لإنجازها دعما للقدس ولصمود اهلها .
* اما الهدف الآخر فهو تشجيع الجميع على شد الرحال الى المدينة المحتلة وتثبيت الوجود العربي والاسلامي فيها ردا على محاولات التهويد المستمرة ، وذلك لتكريس التواجد البشري عمليا في المسجد الاقصى وعموم المقدسات .
أما في السياق العام ، فسيناقش المؤتمر كل ما يتعلق بالقدس واهلها تعليميا وصحيا ومعيشيا خاصة وان الاماكن الدينية هناك تضم مراكز وإدارات كانت ولا زالت تحت الرعاية الاردنية ماليا واداريا وينبغي دعمها باستمرار ومضاعفة هذا الدعم لتستمر في اداء واجبها الذي تقوم به منذ الاحتلال ولغاية الآن .
وحري بنا أن نستذكر ما ذكر به الوزير من مواقف صارمة للملك عبد الله الثاني الذي أكد ويؤكد دائما بأن الأقصى لا يقبل القسمة على طرفين أو أكثر ، وبأنه أسلامي مطلق ، ومن يريد غير ذلك فإن عليه أخذ موافقة مليار و800 مليون مسلم عبر العالم ، كما يقول الملك .
إن مؤتمر " الطريق الى القدس 2 " والذي سينعقد بعد اقل من اسبوعين دليل من بين مئات الادلة بأن القدس في قلوب وعيون الهاشميين والاردنيين والعرب والمسلمين ، وإن عميد آل البيت هو الوصي الشرعي على الاقصى الذي بارك الله حوله في قرآن نزل به الروح الامين على قلب محمد عليه الصلاة والسلام من فوق سبع سماوات .
هي ليست أي مدينة ، إنها أم المدائن بلا جدال ، فيها أولى القبلتين ، وهي بلد المحشر والمنشر ، ومن يفرط بالقدس كمن يفرط في دينه وعرضه ، حيث لا شرف للأمة بدون القدس ، ولا دين لها بدون الأقصى .
د.فطين البداد